بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عبد العزيز فرج.. القارئ الزاهد وصاحب أول تلاوة لقرآن الفجر بالإذاعة

بوابة الوفد الإلكترونية

في مثل هذا اليوم، السابع عشر من مارس، تحلّ ذكرى وفاة أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، الشيخ عبد العزيز علي فرج، الذي رحل عن دنيانا عام 1977، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا من التلاوات القرآنية التي ما زالت تضيء القلوب وتخشع لها النفوس، بصوته الجهوري الخاشع، استطاع أن ينقش اسمه في سجل العظماء رغم قصر عمره، ليظل صوته ينبض بالحياة بين أثير الإذاعة وأسطوانات التسجيل.

 

وبهذه المناسبة قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تلاوة نادرة لفضيلة القارئ الشيخ عبد العزيز علي فرج رحمه الله، وقد سجلت هذه التلاوة في رحاب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة في فترة الستينيات

نشأة في رحاب القرآن

وُلد الشيخ عبد العزيز علي فرج في 22 يناير 1927 بقرية ميت الوسطى، مركز الباجور، بمحافظة المنوفية. شاءت إرادة الله أن يُولد فاقدًا للبصر، لكن ذلك لم يكن عائقًا أمامه، بل كان دافعًا ليحفظ القرآن الكريم كاملًا في سنٍ مبكرة على يد الشيخ أحمد الأشموني، الذي علّمه أصول التلاوة وأحكام التجويد.

رحلة التألق من شبرا إلى الإذاعة

بعد أن أتمّ حفظ القرآن وأتقن القراءات، انتقل الشيخ عبد العزيز إلى القاهرة ليستقر في منطقة حكر أبو دومة بشبرا، حيث بدأ رحلته في التلاوة، فذاع صيته بين أهل الحي، واشتهر بصوته الجهوري المتين، وأدائه القوي الممزوج بروحانية خاصة.

لم يكن طريقه إلى الإذاعة سهلًا، فقد كان عليه إثبات تفوقه وسط جيل من عمالقة القرّاء، لكنه بفضل موهبته وإتقانه، نال شرف أن يكون أول قارئ يُفتتح بصوته قرآن الفجر بالإذاعة المصرية، من مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وهي لحظة خالدة في تاريخ الإذاعة الدينية.

أسلوب مميز وصوت لا يُنسى

ما يميز تلاوات الشيخ عبد العزيز علي فرج هو الجمع بين القوة والخشوع، إذ كان قادرًا على الانتقال بين المقامات الموسيقية بسلاسة دون الإخلال بالمعنى أو الأحكام، وهو ما جعل صوته مؤثرًا في القلوب ومهيبًا في الأسماع.

كما عُرف بأسلوبه الصوفي الزاهد، إذ كان يُلقي التلاوة بروحانية نادرة تجعل المستمع يشعر وكأنه يسمع القرآن لأول مرة، فامتزج صوته بقوة الأداء وروعة الوقفات، ما جعله يحظى بمكانة خاصة بين جمهور القرّاء.

وفاته وذكراه العطرة

رحل الشيخ عبد العزيز علي فرج عن دنيانا يوم 17 مارس 1977، بعد رحلة قصيرة في العمر، لكنها عميقة في التأثير، حيث كان يعاني من مضاعفات مرض السكري، ليفقد العالم الإسلامي أحد أبرز قرّائه قبل أن يتم الخمسين من عمره.

ورغم رحيله المبكر، إلا أن صوته لا يزال حاضرًا بيننا، يتردد في المساجد والإذاعات، ليظل اسمه محفورًا بين كوكبة العظماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة كتاب الله.

إرث خالد في قلوب محبيه

في ذكرى وفاته، نستعيد صوتًا كان بوابةً للخشوع والروحانية، ونتذكر قارئًا عاش حياته زاهدًا متفرغًا للقرآن، ولم يكن يسعى وراء الأضواء، بل تركها تأتي إليه بإخلاصه وحب الناس له.