بث مباشر لصلاة التراويح من الجامع الأزهر في ليلة 18 رمضان

يشهد الجامع الأزهر إقبالًا كبيرًا من المصلين لأداء صلاتي العشاء والتراويح، وسط أجواء روحانية مميزة في الليلة الثامنة عشرة من شهر رمضان المبارك.
ومع اقتراب موعد الصلاة، يتوافد المصلون على المسجد لاستقبال هذه الليلة المباركة بأداء العبادات والتضرع إلى الله،وفيما يلي البث المباشرًا لشعائر صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر، حيث يمكنكم متابعة الأجواء الإيمانية لحظة بلحظة.
صلاة التراويح بين المسجد والمنزل
وفي سياق الحديث عن صلاة التراويح، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن التراويح من ضمن قيام الليل، وأن الأصل فيها أن تُؤدى في المنزل، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يصليها في بيته.
وأشار إلى أن النبي صلّى التراويح في المسجد ذات مرة، فسمعه الناس وخرجوا للصلاة معه، وتكرر الأمر في الليالي التالية حتى امتلأ المسجد بالمصلين. لكن في الليلة الثالثة، لم يخرج النبي إليهم، وحين سألوه عن السبب، أخبرهم بأنه خشي أن تُفرض عليهم. ويؤكد هذا الحديث النبوي أن صلاة التراويح سُنة مؤكدة وليست فرضًا، لكنها ذات فضل عظيم.
وأضاف الدكتور علي جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد في التراويح عن 11 ركعة، حيث كان يصلي 8 ركعات ثم 3 ركعات شفع ووتر.
كم عدد ركعات صلاة التراويح؟
ويثير عدد ركعات صلاة التراويح تساؤلات عديدة، خاصة مع اختلاف اجتهادات الفقهاء حول الحد الأدنى لعدد الركعات.
في هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، أن الحد الأدنى لصلاة التراويح 8 ركعات، مؤكدًا أنه إذا صلّى المسلم أقل من ذلك، فلا تُسمى "تراويح".
وأشار إلى أن جمهور الفقهاء اتفقوا على أن صلاة التراويح تؤدى مثنى مثنى، وأنها يمكن أن تصل إلى 20 ركعة أو أكثر، وفقًا لما ثبت عن الصحابة والتابعين. ومع ذلك، يُترك للمسلم الخيار وفقًا لقدرته وظروفه.
حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن قراءةَ بعض آيات القرآن بعد الفاتحة سُنَّة في الركعتين الأُولَيَيْن من الصلاة، وذلك للإمام، قال الله تعالىٰ: {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ... } [المزمل:20]، ولو تُرِكَتِ القراءة بعد سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة.
وأضاف أن الأصل في الصَّلاةِ أن تكون قراءةُ القرآن فيها عن ظَهْرِ قَلبٍ وليست من المصحف؛ لذا جعل النَّبِيُّ ﷺ معيار التفضيل في الإمامة الحفظ والإتقان للقرآن؛ لظاهر قوله ﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
أما قراءةُ المُصَلِّي من المصحف، فقد اختلف الفقهاء فيها؛ فذهب الشافعية، والحنابلة - في المعتمد- إلىٰ جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا.
وقد استدلُّوا بما ورد أن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها: «كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ» رواه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغة الجَزم.