بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مراجعات

بروحٍ غير رياضية!

تداعيات العقوبات المقررة على «الأهلي» بعد انسحابه من مباراة «الديربي»، مع غريمه التقليدي «الزمالك»، في قمة الدوري المصري، 11 مارس الجاري، لم تنتهِ آثارها بعد!

أيًّا تكن محصلة العقوبات، فإن ما حدث يعد «مهزلةً ومشهدًا عبثيًّا»، كما يؤكد فشل المنظومة الكروية، ما يستوجب محاسبة المسؤولين، الذين يُفترض فيهم التصرف بحكمة ومسؤولية.

للأسف، أصبحنا نعيش حالة متزايدة من الاحتقان والتعصب، لا يمكن إنكارها، لتنعكس آثارها المباشرة على الجماهير، خصوصًا في مجال كرة القدم، إذ أصبح جزء كبير من الإعلام «ملونًا»!

ما بين «الأحمر» و«باقي الألوان» تزيد المعاناة، خصوصًا في ظل سوء أداء الإعلام الرياضي، الذي امتهنه كثيرون ـ من خارج الوسط أو المحسوبين عليه ـ لتُتيح الأزمة الأخيرة، فرصة للبعض للحصول على ألقاب «محلل، خبير لوائح، ناقد»!

وبما أن الرياضة أخلاق، فهي ليست محصورة في كرة القدم فقط ـ التي هي بالمناسبة «لعبة» للترويح عن النفس ـ نمارسها ونتابعها ونشاهدها للاستمتاع فقط، وليست حربًا أو «خناقة»، أو تصفية حسابات!

خلال الأيام الماضية، لا حديث في مصر سوى عن تداعيات «زلزال القمة» التي أسفرت عن مباراة أكثر سخونة، تبارى فيها الإعلام الرياضي، أو المحسوبون عليه، «كلٌّ بحسب لونه المفضل»، بالدخول في حلبة مصارعة «غير محايدة»، تتعدى المهنية، إلى نوع من تصفية الحسابات!

تلك الأزمة العاصفة، أصبحت مسرحًا للاصطفاف المتطرف، وتبادل الاتهامات، وتكوين جبهات للقصف بالكلمات، وتفجير الأزمات، وتبادل السباب والشتائم والتهكم والسخرية!

كنّا نتوقع أن يلتزم الصحفيون والإعلاميون الرياضيون، بالحد الأدنى من الحياد والنزاهة، وألا ينحازوا لطرفٍ على حساب الحقيقة، لأن الأمور لا تحتاج مزيدًا من الاحتقان، خصوصًا أن المتابع أصبح أذكى مما يتخيلون، ويعرف المنحازين بأسمائهم، كما يعرف أسباب انحيازهم!

لقد بات الجهل باللوائح والأنظمة والقوانين عَيْبًا تتسم به مؤسسات رياضية وإعلامية، لينسجم مع ثقافة اللاوعي المنتشرة عند أغلب المنتسبين لتلك الكيانات، ولذلك يجب الإقرار بأنه ليس لدينا فى مصر حالة رياضية ناجحة بشكل يكفي لتبرير كل هذا الضجيج الذي يُغرق الإعلام الرياضي في صراعات عبثية لا طائل منها!

هذا الضجيج المستمر، تخطى الانفلات والتجاوزات وشد الأعصاب ومفاقمة التوتر، لتتحول الممارسات الإعلامية الرياضية إلى مصانع للفتنة، وإنتاج للتعصب والكراهية والتحريض، وتصدير فائض من التمييز وتشويه الحقائق واختلاق الذرائع.

لقد أصبحنا على موعد دائم ومتكرر مع ممارسات سلبية لا تتوقف، في ظل «روح غير رياضية» سائدة، انتقل صداها على «السوشيال ميديا».. وبدلًا من التركيز على ما هو رياضي وتنافسي وإيجابي، بات التنافس على تأجيج التعصب والكراهية.

أخيرًا.. نتصور أن الإعلام الرياضي يعاني بالفعل من تراجع حادٍّ في الأداء، وتدنِّي المهنية، تزامنًا مع غياب المساءلة والشفافية، وبالتالي أصبحنا في أمسِّ الحاجة إلى حالة من «تطهير» أو «تجديد» الخطاب الإعلامي الرياضي، لمنع «مهرجانات» التعصب.

فصل الخطاب:

يقول عالِم الاجتماع العراقي «علي الوردي»: «اُنظر إلى الأشخاص الذين يُقَدِّرهم المجتمع، تعرف الاتجاه الحضاري السائد في ذلك المجتمع ومصيره»!

 

 

[email protected]