بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من‭ ‬عظمة‭ ‬الوحى ‭ (‬16‭)‬

ما سِرُّ إطلاقِ لفظ ﴿ﯹ﴾ وإنْ كانَ يُرادُ بِه المُفرَد؟ 
سِرُّ إطلاقِ لَفْظِ ﴿ﯹ﴾ على الإنْسانِ الواحِدِ من أوجه: 
¥ الأول: أنَّه إذا كانَ القائِلُ أو الفاعِلُ رئيسًا، وله أَتْبَاعٌ يَقولُونَ مِثْلَ قَوْلِه، أو يَرضَوْنَ بفِعْلِه، حَسُنَ حينئذٍ إضافَةُ ذلك الفِعْلِ إلى الكُلِّ، وقد قال عز وجل: ﴿ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﴾[البقرة: 72]، وقالَ عز وجل: ﴿ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﴾[البقرة: 55]، وهُم لَمْ يَفْعَلُوا ذلك، وإنَّما فَعَلَه أسلافُهُم، إلّا أنَّهم لَمَّا تابَعُوهُم، وصَوَّبُوا فِعْلَهم، حَسُنَ إضافَةُ ذلك إليهم؛ فكذلك هاهُنا أُضِيفَ القولُ إلى الجماعةِ الرّاضِينَ بقَوْلِ ذلك الواحِدِ، وصَحَّ ذلك؛ لأنَّ هذا القَوْلَ جاءَ من قِبَل النَّاسِ، فوُضِعَ كلامٌ مَوْضِعَ كلامٍ للإيجازِ؛ وذلك أنَّ القائِلَ ابْتَدَأَ بقوله عز وجل: ﴿ ﯺ ﯻ ﯼ جَمَعُواْ ﯾﮊ، ثُمَّ انْتَشَرَ هذا القَوْلُ، وخاضَ فيه النّاسُ، وتكلَّمَ به كُلُّ أَحَدٍ، والمُرادُ أنَّه حِينَ قالَ ذلك لم يَخْلُ من ناسٍ −  من أَهْلِ المَدِينَةِ − يُضامُّونَهُ، ويَصِلُونَ جَناحَ كَلامِه، ويُثبِّطونَ مِثْلَ تَثْبِيطِه. 
¥ الثاني: أنَّه لَمَّا كانَ جائزًا فى العَرَبِيَّةِ أنْ يُخبَر عن الواحِدِ بلَفْظِ الجَمْعِ كقَوْلِهم: رَكِبَ فلانٌ فى السُّفُنِ، وهو يَرْكَبُ الخَيْلَ، ويَلْبَسُ البُرودَ، وإنَّما رَكِبَ سفينةً واحِدَةً، وليس له إلّا فَرَسٌ واحِدٌ وبُرْدٌ فَرْدٌ، ويَقُول الرَّجُلُ: فَعَلْنا كَذا، وإنَّما يَعْنِى نَفْسَه؛ وتَقُول− إذا انْتَظَرْتَ قومًا، فجاءَ واحِدٌ مِنْهُم−: (قد جاءَ الناسُ)؛ إمَّا لتَفخِيمِ الشَّأنِ، وإمَّا لابْتِداءِ الإتْيانِ؛ فلذلك جازَ إطلاقُ لَفْظِ ﴿ﯹ﴾ على المُفرَدِ؛ لأنَّه من جِنْسِهم، وكلامُه كلامُهم. وهو مِن وَضْعِ العامِّ مَوْضِعَ الخاصِّ، وقد يَقول الرَّجُلُ: جاءَنِى أَهْلُ الدُّنيا، وإنَّما أتَاهُ بَعْضُهُم؛ إذا قَصَدَ التَّكْثِيرَ. 
¥ الثالث: أنَّه لَمَّا كانَ ﴿ﯹ﴾ اسْمًا للجِنْسِ، وكان مِن المَعْلُومِ أنَّ النّاسَ كُلَّهم لَمْ يَقُولُوا ذلك، تَناوَلَ ذلك أَقَلَّهُم، وهو الواحِدُ مِنْهُم. 
¥ الرابع: أنَّ إطلاقَ لَفْظِ ﴿ﯹ﴾ مُرادًا به واحِدٌ أو نَحْوه مُستَعمَلٌ − فى لُغَةِ العَرَبِ − لقَصْدِ الإبْهامِ، 
وسبحان من هذا كلامه

[email protected]