حنان رمسيس عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية:
التوزيع العادل للأرباح عامل محفز لتعديل السلوك الاستثمارى للأفراد

3 مستهدفات تعزز ريادة الشركة
عقلك مثل الحديقة إما تزرعه بورود الأمل والتفاؤل، أو تملأه بشوك اليأس والتشاؤم.. فلا تحمل أحلاما صغيرة غير قادرة على تحريك للوصول لما تريد.. اعلم أنه لولا الحلم لما كان اجتهادك، وبطولتك، استمتع برحلتك، فهى قوة خلاقة، تدفع نحو التكامل، فالنجاح لا يحدث بين عشية، وضحاها، وأن طموحك له مكان، فأنت صانع أفكار، فلاحظ جيدا فيما تفكر، لأنها ستحدد واقعك.. وكذلك محدثتى تسعى للبحث وتجاوز كل الحواجز التى بنيت ضدها.
كل شىء مرتبط بذاتك وبشخصيتك، فيجب عليك أن تتحلى بالثقة فى النفس، خُض تجاربك بشجاعة، وكن مستقبلا لكل الأفكار الجديدة، والمختلفة، استكشف مجالات جديدة لتحفيزك وتنمية مهاراتك.. وعلى هذا كان مشوار محدثتى.
حنان رمسيس عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية.. تؤمن بالأفكار الجديدة والمختلفة، تستكشف مجالات جديدة لتحفيز الإبداع وتنمية المهارات، تحافظ على نجاحها، حبها للعمل سر تميزها، محاربة من طراز فريد للوصول لهدفها.
بالحى المتميز بالنشاط والآثار المتنوعة، وبالطابق الأعلى فى أحد المبانى التاريخية، تبدو الواجهة، وقد صممت بالطراز الهندسى، الأكثر جمالا، رسومات عبارة عن طيور صممت بدقة، تزينت بمجموعة من النباتات العطرية.. عند المدخل الرئيسى تتسم الجدران بالألوان البسيطة، الهادئة، التى تمنح هدوءا وطاقة إيجابية، عدد من اللوحات تحمل رسومات مناظر طبيعية، مزيج من الأشجار تتخللها مسارات مياه، ديكورات من الأنتيكات والفازات، تستكمل بأثاث يجمع بين الكلاسيك والحديث.
على بعد أمتار من المدخل الرئيسى تبدو غرفة مكتبها، أكثر بساطة، أرفف المكتبة زاخرة بالكتب والمجلدات النادرة فى الاقتصاد والأدب والتاريخ، على سطح المكتب قصاصات ورقية تحمل خطة عملها اليومية، وتقييم أدائها.. أجندة ذكريات تقص مشوارا طويلا من النجاح، مطبات، وتحديات تجاوزتها بعزيمة وإصرار، لتسطر ملحمة من تطوير وتنمية الذات، صفحات مضيئة فى رحلة إثبات الذات.. بدأت افتتاحية مسيرتها بقولها «لا حياة دون أمل، فبدونه رحلتك مجرد سلسلة من الأيام المتشابهة».
رؤية متفائلة فى التحليل رغم التحديات، دقيقة فى تفسيراتها، تستند إلى وقائع وأرقام فى عرضها للمشهد الاقتصادى، تتحفظ إذا تتطلب الأمر ذلك، تقول إن «التحديات الخارجية والداخلية التى واجهت المشهد الاقتصادى فى عام 2024 لا تزال مستمرة، خاصة فى ظل الصراع التجارى بين اقتصاديات الدول الكبرى، وهو ما قد يؤدى إلى استمرار معدلات التضخم، وإن كانت بوتيرة أقل، وكذلك عدم استقرار الأوضاع السياسية فى المنطقة، بالإضافة إلى التحديات الداخلية للاقتصاد، وتتصدرها أزمة الديون الخارجية، وتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والوافدين من الدول الشقيقة، الذين زادوا من أزمات معدلات التضخم، وكلها عوامل تمثل معوقات أمام الاقتصاد الذى يمر بحالة إعادة هيكلة متوقع استمرارها من 3 إلى 6 سنوات».
< إذن ما هى القطاعات ذات الأولوية فى عملية إعادة الهيكلة؟
- بثقة وصراحة تجيبنى قائلة: «إن القطاعات التى تتطلب اهتماما وإعادة هيكلة تتصدرها توطين الصناعات، ريادة الأعمال، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعظيم دورها فى الناتج المحلى الإنتاجى، حيث أن هذه القطاعات قادرة على ترشيد الفاتورة الاستيرادية، والمساهمة فى زيادة التصدير بمكونات متكاملة، وليس مواد خام فقط».
التفاؤل فى قاموسها رؤية الفرص فى كل صعوبة، لذا تجد تفكيرها أكثر إيجابية، يتبين ذلك فى توقعاتها لاتجاه أسعار الفائدة، ورؤيتها فى نسب الخفض المتوقعة على مدار عام 2025 والتى قد تصل إلى نحو 8%، وذلك فى ظل تراجع معدلات التضخم، نتيجة الدعم الكبير للسلع الاستهلاكية الرئيسية، وتثبيت أسعار الطاقة، مما يسهم بصورة كبيرة فى تغيير السياسة النقدية من السياسة الانكماشية إلى التوسعية، وهو ما يعمل على زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويسهم فى تحقيق النمو الاقتصادى.
بالفكر تستطيع أن تحقق ما تريد، ونفس الحال وفقا لتحليل محدثتى لاتجاه البنك المركزى طوال الفترات الماضية إلى رفع وتثبيت أسعار الفائدة، حيث ترى أن اتجاه البنك لهذا الاتجاه، بهدف الحفاظ على تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، خاصة الأموال الساخنة، بالإضافة إلى محاولة السيطرة أيضا على معدلات التضخم المرتفعة.
شهد حجم الديون الخارجية فى الفترة الماضية ارتفاعات وانخفاضات، وهو ما أثار جدلا بين الخبراء والمراقبين، إلا أن محدثتى لها رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على تعديل الحكومة لفلسفتها من بيع للأصول إلى الشراكات، مع نشاط كبير فى عروض الاستحواذات والشراء الجزئى وكل ذلك خفف من عمليات بيع الأصول بمعناها المعروف.
الطريق إلى المثالية مرصوف بتجارب مؤلمة، لكن هذه التجارب لها فوائدها، ونفس الأمر بالنسبة لملف السياسة المالية، تعتبر أنه لم يشهد جديدا، حيث لا تزال سياسة هذا الملف قائمة بالاعتماد على الاستدانة، مما ساهم فى عودة الديون الخارجية إلى الارتفاع مرة أخرى، ولمواجهة ذلك يتطلب زيادة الموارد عبر التوسع فى الاستثمارات الأجنبية القائمة على الاستكشافات البترولية، مع ضرورة العمل على تخفيف الأعباء الضريبية، بما يسمح للممولين بسداد التزاماتهم، مع أيضا توسيع قاعدة الممولين، وضم فئات جديدة من المجتمع الضريبى، بالإضافة إلى العمل على ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى المنظومة الرسمية، عبر تقديم محفزات ضريبية، وتيسيرات، ودعم أصحاب هذا القطاع والعاملين فيه فى عمليات التسويق، والترويج.
< إذن.. كيف يمكن زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى ظل تنافسية اقتصاديات الدول المجاورة؟
- لحظات صمت تسود المكان قبل أن تجيبنى قائلة: «إن العديد من دول المنطقة نجحت فى تعديل سياستها فى التعامل مع الاستثمار الأجنبى المباشر، ونموه عبر تقديم محفزات تدفع الشركات والكيانات الاستثمارية الكبرى بنقل مراكزها الرئيسية إلى تلك الاقتصاديات، وليس فتح فروع فقط، مما يسهم فى زيادة الاستثمارات والنمو بهذه الدول، ويعزز أيضا من قوة اقتصاديات هذه الدولة، وعلاج هذا الملف وتصحيحه يتطلب التركيز على التوسع فى القطاعات الإنتاجية، خاصة الزراعة، والتصنيع الزراعى».
فى جعبة محدثتى العديد من الحكايات فى هذا الصدد، والتى تسهم فى الاستفادة من المميزات التنافسية للاقتصاد الوطنى من خلال مرونة فى التعامل مع المستثمرين، والعمل على تشجيع تأسيس المزيد من الشركات الاستثمارية، مع تحديد سياسة استثمارية واضحة ومتكاملة، عبر تخفيض تكلفة التمويل، وتنويع الاستثمارات مع الدول الصديقة، من خلال شراكات وتعاون مع هذه الدول، مع العمل أيضا على دعم المستثمر المحلى، بحفض التكاليف، وإعادة النظر فى الزيادات المستمرة فى أسعار الطاقة التى تضر المستثمرين، وتدفعهم إلى تقليص استثماراتهم، وليس التوسع.
حصيلة طويلة من التجارب المتنوعة أصقلت خبراتها، يتبين ذلك فى حديثها عن وثيقة ملكية الدولة، وتغيير مسار إدارتها من عملية بيع الأصول إلى حسن إدارة ممتلكات الدولة عبر شراكات وتعاون، وهو ما يزيد من مكاسبها، بالإضافة إلى العمل على دعم القطاع الخاص، وإتاحة الفرصة أمامه، حتى يتمكن من التوسع، والقيام بدوره فى التنمية الاقتصادية، ونمو الاستثمارات، بحيث يتنامى دوره بصورة تدريجية، وكذلك التوسع فى المناطق الحرة، مما يعمل على زيادة الفرص، وتعزيز الترويج.
< ما تقييمك لبرنامج الطروحات الحكومية؟
- بثقة وهدوء تجيبنى قائلة: «إن الحكومة اتخذت مسارين فى التخارج من حصصها فى الشركات، حيث تركز المسار الأول على البيع لمستثمر استراتيجى، بسبب طبيعة الشركات المعروضة للبيع، وبالتالى الاستفادة من العملة الصعبة، ثم المسار الآخر نحو الطرح بالبورصة، والمساران قادران على تحقيق أهدافهما، لذلك على الحكومة الاهتمام بالبورصة، وكذلك تغيير الشركات فى سياستها فيما يتعلق بتوزيع الكوبونات النقدية، خاصة الشركات التى تحقق أرباحا مرتفعة، ويلزم ذلك استحداث قوانين تلزم الشركات على توزيع أرباح عادلة، من شأنها تعديل سلوكيات الاستثمار، مع تحقيق تكامل بين بنوك الاستثمار الكبرى لجذب المزيد من الطروحات الكبيرة، وتواجد ممثلين من البورصة والرقابة المالية فى لجان برنامج الطروحات».
السر فى تميزك يكمن فى توجيه طاقتك فى عمل شىء جديد، وليس محاربتك لما مضى، ونفس الأمر وفقا لقولها إنه لابد من التركيز على القطاعات المتوقع لها أن تكون نجم سوق الأسهم، خاصة قطاعات الموارد الرئيسية، والأغذية، وكذلك القطاع العقارى.
بمنطق ادفع نفسك بنفسك فلن يفعل ذلك أحد من أجلك تكون خطواتها، يتبين ذلك بالدور الكبير المحقق فى مجلس إدارة الشركة فى زيادة التوعية الاستثمارية، والاهتمام بريادة الأعمال، بالإضافة للترويج المستمر، مع حرص الشركة على تحقيق مستهدفات 2025 من خلال 3 محاور تتمثل فى استكمال برامج التوعية، ونشر الثقافة المالية بين الطلاب، وفئات المجتمع، عبر المنصات المختلفة، بالإضافة إلى التوسع فى خدمات الشركة، والوصول إلى مراكز متقدمة فى السوق، وبين شركات السمسرة.
اسعَ خلف ما تريد لتحصل عليه، وهو ما سلكته طوال رحلتها، لتحقق نجاحات متتالية، تحرص على حث أولادها على العمل والاستثمار بالنفس، وعدم اليأس والاستسلام، لكن يظل شغلها الشاغل الوصول مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة.. فهل تستطيع تحقيق ذلك؟