بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

محاكمة تكشف مأساة مارادونا: هل كان ضحية إهمال طبي؟

بوابة الوفد الإلكترونية

افتتاح محاكمة تاريخية في الأرجنتين

بدأت محاكمة سبعة من أفراد الطاقم الطبي الذين كانوا مسؤولين عن رعاية أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا في أيامه الأخيرة، وسط اتهامات بالإهمال الجسيم الذي أدى إلى وفاته.

 

 وُجّهت للمشتبه بهم تهمة القتل غير العمد، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى 25 عامًا في السجن.
 

خلال جلسة المحكمة في بوينس آيرس، قدّم المدعي العام باتريسيو فيراري صورة صادمة لجثة مارادونا بعد وفاته، معلقًا: “هذا هو حاله عند الوفاة، ومن يدّعي عدم ملاحظته لما كان يحدث يكذب”، مشيرًا إلى أن الإهمال الطبي كان واضحًا.

 

إهمال طبي أم قدر محتوم؟


 

توفي مارادونا في 25 نوفمبر 2020 عن عمر 60 عامًا، بعد أيام من خضوعه لجراحة في المخ. 

ووفقًا للادعاء، فإن المنزل الذي توفي فيه كان يفتقر إلى الرعاية الطبية المناسبة، حيث لم يكن هناك مراقبة حقيقية أو بروتوكولات علاجية واضحة.

ومن بين المتهمين في القضية الطبيب الشخصي لمارادونا، ليوبولدو لوكي، الذي أظهرت رسائل مسربة بينه وبين أحد شركائه تعليقًا صادمًا عن حالة مارادونا، حيث قال: “الرجل البدين سيموت قريبًا”. بالإضافة إلى ذلك، يواجه المحاكمة طبيب نفسي، وطبيب نفسي آخر، ومنسقا رعاية طبية، وممرضة، وممرضة ليلية.

 

اتهامات بالإهمال وسوء المعاملة


 

خلال الفترة التي سبقت وفاته، كانت هناك تحذيرات من تدهور حالته الصحية، بما في ذلك ارتفاع معدل نبضات قلبه إلى 115 نبضة في الدقيقة، وهو رقم يطابق عدد الأهداف التي سجلها مع نابولي. 

كما كشفت التقارير أن مارادونا كان يتم تنظيفه بخرطوم مياه مثل “الحيوانات”، وأنه في أيامه الأخيرة لم يكن قادرًا على اتخاذ قرارات واضحة بشأن علاجه.
 

يُذكر أيضًا أن الطاقم الطبي كان يفتقر إلى أجهزة إنعاش القلب (defibrillator)، وعند وفاته، كان قد مضى على وفاته ست ساعات قبل أن يتم اكتشاف الأمر.

 

مارادونا.. أسطورة انتهت بمأساة

 

بينما يتواصل الجدل حول مسؤولية الطاقم الطبي، يرى البعض أن وفاة مارادونا كانت نتيجة طبيعية لحياة مليئة بالصراعات والإدمان والمشاكل الصحية. ومع ذلك، فإن عائلته ومحاميه يرون أن الإهمال الطبي سرّع بوفاته وكان بالإمكان تجنب هذه المأساة.

 

خارج قاعة المحكمة في سان إيسيدرو، تحوّلت المنطقة إلى ساحة احتجاجات صاخبة، حيث طالب مشجعو مارادونا بـ “العدالة”، بينما هتف آخرون بغضب ضد المتهمين.
 

من المتوقع أن تستمر المحاكمة عدة أشهر، حيث سيتم الاستماع إلى أكثر من 100 شاهد، بينما يترقب العالم الحكم الذي سيحدد ما إذا كان مارادونا ضحية إهمال طبي أم أن قدره كان محتوماً.


 

لكن مهما كان القرار، سيظل رحيله أحد أكثر النهايات المأساوية والمثيرة للجدل في تاريخ الرياضة، تذكيرًا حزينًا بحياة مليئة بالأضواء، لكنها انتهت في عزلة مأساوية.