بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الوفد تروى حكاية مسجد "بن هرمز" ورحانياته مع شهر رمضان بالإسكندرية

مسجد بن هرمز بالاسكندرية
مسجد بن هرمز بالاسكندرية

 تشتهر محافظة الاسكندرية بالكثير من المساجد الاثرية والتاريخية ذات القيمة الدينية والمعمارية التى لا يجاريها غيرها من الاثار ولها طقوس خاصة بروحانيات شهر رمضان المبارك 

ترتبط مساجد الاسكندرية ارتباطا وثيقا بشهر رمضان ، فهى ليست مجرد مساجد معمارية بل هى رموز دينية وثقافية تشهد على تاريخ المدينة العريق لذلك تقدم " بوابة الوفد " حكايات مساجد الروحانيات بالاسكندرية "

وحكاية اليوم لمسجد عبد الرحمن بن هرمز، وهو أحد رواة الحديث النبوي، التابعي الجليل عبد الرحمن بن هرمز بن أبي سعد وكنيته أبو داوود المشهور بالأعرج القرشي ، ينتمي إلى الطبقة الثانية من التابعين، وقد تتلمذ "بن هرمز" على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم، 

ويقع مسجده في شارع رأس التين في الإسكندرية، والذي بني خلال القرن الـ19، وهو مسجد أصله مقبرة بها ضريح الشيخ «عبد الرحمن بن هرمز» وعندما بني ما حوله ودخل في تنظيم المدينة بني ذلك المسجد، وحمل داخله ضريح الشيخ، والذي بناه درویش أبو سنن.

 

قال الشيخ جابر قاسم  وكيل الصوفية والأضرحة بالإسكندرية 

 أن سيدي عبد الرحمن بن هرمز ولد  في المدينة المنورة، وأدرك بعض الصحابة في المدينة، كما حفظ القرآن، وعرضه على أبي هريرة، وسافر في آخر عمره إلى مصر، ومات مرابطًا بالإسكندرية سنة 117 ه‍، 735م وقد جاوز عمره الثمانين عام، وكان يعاني من العرج، لذلك أشتهر بالأعرج .

ويعتبر مسجد عبد الرحمن بن هرمز، هو أحد أهم المساجد في الإسكندرية، وذلك لأهمية الشخصية التي دفنت به، وهو عبد الرحمن بن هرمز، أحد كبار المحدثين، وكبار علماء الحديث واللغة العربية، فهو من نقل الأحاديث مباشرة من أبي هريرة.

وروى احد الائمة بالمسجد إن الشيخ محمد البنا وهو أحد الشيوخ الصالحين، في ذلك الوقت رأى في رؤية أن الشيخ عبد الرحمن بن هرمز يلومه ويقول له "كيف تمر بقبري ولا تحييني فقال له من أنت؟ فقال له أنا عبد الرحمن بن هرمز"، فعرف أن هذا المكان دفن فيه "بن هرمز"

يذكر أن  في القرن التاسع عشر ، كان الحاج درويش أبو سن قام بإنشاء المسجد، فوق مقام " بن هرمز" عام 1848م، وهو المكان الذي شاهد البنا الرؤية فيه، وعندما توفى "أبو سن" دفن بجوار عبد الرحمن بن هرمز، وقام نجل شقيق أبو سن بعمل وقف على المسجد بمنزل كامل وأصبح ريع المنزل ينفق على احتياجات المسجد, وقامت وزارة الأوقاف بتطوير وتجديد المسجد في عام 2022 .كان بن هرمز تلميذاً مجداً ومجتهدا يتحرى الدقة في دراسته للحديث وتفسيره، ورغم أنه أخذ الحديث عن أكثر من صحابي جليل إلا أنه كان أكثر ملازمة للصحابي الجليل

والى جانب تفقه عبد الرحمن بن هرمز في علم الحديث ، فانه كان من العلماء الثقة  في علم الأنساب وقال عنه الذهبي " كان أعلم الناس بأنساب قريش، درس بن هرمز القرآن وتعلمه فكان من الثقاة المثبتين يلجأ إليه الناس للقراءة عليه ويعهدون إليه في كتابة المصاحف لاطمئنانهم إلى حفظه وقراءته وعلمه ، ومعرفته ولهذا تجمع المراجع على وصفه بالمقرئ المحدث .

لم تقتصر دراسة بن هرمز على العلوم الدينية والشرعية الإسلامية بل كان عالماً متبحراً في اللغة العربية وعلومها وعلم النحو .

كان عبد الرحمن بن هرمز الأستاذ الأول للإمام مالك وكان بن هرمز يؤثره هو وعبد العزيز بن أبي سلمة على غيرهما من تلاميذه لفطنتهما وذكائهما ،أمضى بن هرمز عمره كله بالمدينة المنورة ولم يغادرها قبل رحيله إلى الإسكندرية إلا مرة واحدة زار فيها الشام ووفد علي يزيد بن عبد الملك في الفترة من (101 هـ - 105هـ )

خرج بن هرمز مرابطاً إلى الإسكندرية في حوالي عام 110هـ أو ما بعدها على أرجح الأقوال وكان عمره وقتها يقارب المائة عام كما ذكر المؤرخ السكندري دكتور جمال الدين الشيال، وعن رحلته إلى الإسكندرية واستقراره بها حتى وفاته فيذكر البلاذري في فتوح البلدان أن بن هرمز العرج القارئ كان يقول خير سواحلكم رباطاً الإسكندرية ، فخرج إليها من المدينة مرابطاً حتى مات بها .

أقام عبد الرحمن بن هرمز بالإسكندرية سنوات قليلة ( مابين 5-7 سنوات ) وتوفي بها في عام 117 هـ .

عاش بن هرمز سنواته القليلة في الإسكندرية وقضاها في التدريس ورواية الحديث فقد كانت الإسكندرية على عهده خير السواحل رباطا كما وصفها بن هرمز، وكانت تجتذب إليها عدد كبير من علماء المسلمين وكبار التابعين وهؤلاء هم الذين نشروا علوم القرآن والفقه والحديث في مدينة الإسكندرية ومنها انتشرت إلى ربوع مصر كلها .

عندما تدخل المسجد وتتجول داخلة تجد ان  مسجد عبد الرحمن بن هرمز الموجود الآن بمنطقة رأس التين من المساجد المعلقة إذ يتم الصعود إليه ببضعة درجات ،بني هذا المسجد متطوعاً الشيخ درويش أبوسن وهو رجل فاضل كان من أثرياء المدينة في ذلك الوقت وسأوصي أن يدفن إلى جوار بن هرمز بعد وفاته

يتكون المسجد من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة ، ويتكون كل صف من عمودين يعلوهما عقود مدببة ،ويتوسط الجامع ( منور ) صغير مربع ، وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات .

ويعلو المحراب لوحة حجرية نقش عليها النص التالي " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ، بنى هذا صاحب الخيرات الحاج درويش أبي سن سنة 1256 هـ "،وإلى يسار المحراب في الركن الجنوبي حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز تعلوه مقصورة خشبية ،والى جانبه ضريح رخامي بسيط مدفون به باني المسجد ( درويش أبوسن ).

ويقع المدخل الرئيسي للجامع في الضلع الشمالي الغربي للجامع وتعلوه المأذنة ، وهي تتكون من ثلاث دورات الأولى والثانية أسطوانية تنتهي بشرفة يقف بها المؤذن ، والدورة الثالثة عبارة عن عمود اسطواني مرتفع ،وقد انتشر هذا الطراز من المآذن في معظم مساجد الشمال