بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رامز جلال.. إهانة مستمرة برعاية المال!

كل عام، يعود رامز جلال ببرنامج مقالب جديد، يعتمده صنّاع المحتوى على أنه «ترفيه» و«كوميديا»، بينما يراه كثيرون استغلالًا للنجوم وإهانةً مقنعة تحت غطاء الضحك. السؤال هنا: لماذا يستمر إنتاج هذه البرامج رغم انتقادات الجمهور؟ ولماذا يوافق نجوم كبار على المشاركة فيها رغم الإهانة العلنية التى يتعرضون لها؟
السبب الأبرز الذى يجعل نجومًا كبارًا يقبلون الظهور فى برامج رامز هو الأجر المادى الضخم، فالملايين التى تُعرض عليهم تجعلهم يغضون الطرف عن أى إهانة أو إذلال أمام الكاميرا وهذا يعكس واقعًا مؤسفًا، حيث أصبحت القيمة المادية أكثر أهمية من الكرامة والاحترام.
من المفترض أن يكون للإعلام دور فى تقديم محتوى راقٍ يحمل رسالة هادفة، لكن هذا النوع من البرامج يسوق لفكرة أن الإهانة مقبولة طالما أن هناك أموالًا تُدفع، وبدلًا من أن يكون الفن وسيلة لنشر القيم الإيجابية، يتحول إلى سوق استهلاكى تباع فيه الكرامة لمن يدفع أكثر.
وبدون شك عندما يشاهد الأطفال والمراهقون نجومًا كبارًا يتعرضون للسخرية والإهانة مقابل المال، فإن الرسالة التى تصل إليهم واضحة: لا بأس بالتخلى عن الكرامة والاحترام مقابل مكاسب مادية،وهذه فكرة خطيرة تساهم فى تدمير قيم المجتمع، وتجعل المال هو المقياس الوحيد للنجاح.
ورغم كل الانتقادات السنوية 
تستمر هذه البرامج لأنها تحقق نسب مشاهدة عالية، ما يعنى أرباحًا ضخمة للمعلنين والقنوات، فالأمر فى النهاية تجارة، لا علاقة له بالمحتوى أو القيم. وطالما أن الجمهور يشاهد، ستبقى هذه البرامج مستمرة.
ومن وجهة نظرى أن استمرار الفنانون فى قبول المشاركة فى هذة البرامج فإن هذه البرامج ستستمر.. الحل بسيط: عزوف النجوم عن الظهور فيها، مهما كان المقابل المادى كبيرًا، إذا رفض الفنانون أن يكونوا أدوات فى هذه المهزلة، فلن يجد البرنامج ضحايا جدد، وسينتهى الأمر تلقائيًا.
وأؤكد أن ما يقدمه رامز جلال ليس كوميديا بقدر ما هو استعراض للإذلال مقابل المال، وإذا استمر الفنانون والجمهور فى دعم هذا النوع من المحتوى، فإننا نساهم جميعًا فى ترسيخ ثقافة الاستهلاك على حساب المبادئ والقيم.. والسؤال الذى يجب أن نطرحه ليس فقط لماذا تستمر هذه البرامج، بل لماذا لا يزال هناك جمهور يتابعها؟