بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

النيماتودا «وباء» يجب السيطرة عليه

مزارعو أبيس يكشفون مرضا خطيرا يتسبب فى كارثة بالمحاصيل الزراعية في الإسكندرية

معاناة المزارعين
معاناة المزارعين من خطورة مرض مرض النيماتودا وأعفان الجذور

يعانى مزارعى قرى ابيس بمحافظة الاسكندرية من امراض خطيرة تضرب المحاصيل الزراعية مما تهدد بتعرضهم لمخاطر كبيرة فى المحصول . كشف المزارعين ان تتعرض  الكثير من النباتات وبعض أشجار الفاكهة وخاصة أشجار الجوافة الى مرض النيماتودا وأعفان الجذور ويبدأ المزارع في البحث عن علاج للتخلص من هذه الأمراض وحماية محصوله من الخسائر التي يتعرض لها.

رصدت " الوفد " معاناة مزارعى ابيس مع مرض النيماتودا التى ضربت الحاصيل الزراعية 

" خسائر فادحة "

قال عباس السيد مزارع إن النيماتودا كائنات حية، توجد فى التربة والمياه، تهاجم معظم الحاصلات الزراعية، وتسبب خسائر فادحة للمزارعين؛ حيث تؤثر على كمية المحصول وجودته، وفى بعض الأحيان قد تقضى على المحصول بالكامل، كما تساعد النيماتودا على انتشار الأمراض الأخرى، وزيادة تكاليف العمليات الزراعية والمقاومة، مما يمثل عبئاً اقتصادياً على المُزارع

" ديدان ثعبانية "

قال طارق صلاح مهندس زراعى إنه النيماتودا هى ديدان ثعبانية صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وهى واسعة الانتشار، حيث يمكن أن توجد فى أى بيئة تتوافر فيها أسباب الحياة، فتوجد فى الأراضى الصحراوية الجافة، وفى المناطق القطبية، وفى مياة الينابيع الحارة وكذلك فى أعماق المحيطات.

وتؤدى الإصابة بالنيماتودا إلى خسارة محسوسة فى المحصول، تختلف حسب نوع النيماتودا وشدة الإصابة ونوع النبات وظروف المحصول، فقد تؤدى إلى موت النباتات الحولية، وتقليع أو إزالة النباتات المعمرة فى وقت مبكر، ونقص المحصول وخفض النوع والرتبة، واضطرار المُزارع إلى زراعة بعض المحاصيل على فترات متباعدة، وزيادة تكاليف نفقات العمليات الزراعية، وانتشار بعض الأمراض الأخرى وظهورأمراض مركبة، وزيادة تكاليف المقاومة الكيماوية.

نتشرالنيماتودا فى معظم الأراضى الزراعية، وخاصة بمنطقة الجذور الثانوية للنبات (الريزوسفير) - المنطقة من 15 - 35 سم من سطح التربة، وتكون مرتبطة بالمجموع الجذرى للنبات، وتتغذى على المحاصيل المختلفة وتسبب لها أضراراً مختلفة.،وتنتشر النيماتودا فى المسافات البينية لحبيبات التربة، ولذلك فإن الأراضى المسامية الخفيفة التى تستطيع الاحتفاظ بنسبة رطوبة كافية هى من أنسب الأراضى لانتشارها وتكاثرها، مثل مناطق الاستصلاح الحديثة فى مصر.

وتصيب النيماتودا جذورالنبات أو الأزهار أو ساق النبات نفسه حسب نوعها، وقد تكون داخلية أو خارجية التطفل، وجميع أنواع النيماتودا تعمل عقد على الجذور قد تكون ظاهرة أوغير ظاهرة، ولكن تظهر أعراض على النبات مثل اصفرار وتقزم وذبول للأوراق، وهذه الأعراض تتشابه مع أعراض نقص بعض العناصر، لذلك فإن الفحص المعملى للتربة والجذر فى معامل أمراض النباتات هو المرجع فى هذه الحالة - لذلك ننصح المُزارعين دوماً بعمل فحص دورى للتربة والنباتات للسيطرة على الإصابة فى حال ظهورها.

" لجنة فنية "

قال  الدكتور إبراهيم قاسم، وكيل وزارة الزراعة في الإسكندرية إنه تم تشكيل  لجنة فنية للمرور على زراعات الموالح في أبيس للوقوف على شكاوى المزارعين والعمل على حلها.تم تكليف المهندس محمود محمد إسماعيل، مفتش الرقابة على المبيدات بالمديرية، يرافقه الدكتور عبدالناصر راتب خير الله، أستاذ بمركز البحوث الزراعية (وقاية النبات)، بالتوجه إلى مزرعة جوافة بمساحة 2.5 فدان خلف الطريق الدائري كوبري أبيس، شرق الإسكندرية.

وأوضح أنه تم عمل زيارة ميدانية لفحص الأشجار والتربة بشكل دقيق بناءًا على الطلب المقدم ومن خلال الفحص تبين وجود عدة مشكلات تؤثر على الإنتاجية، شملت الإصابة بالنيماتودا، وانتشار أعفان الجذور الناتجة عن فطريات التربة، فضلا عن رصد ارتفاع مستوى الماء الأرضي وسوء الخدمة.

" توصيات لخدمة الارض "

وقال المهندس محمود محمد إسماعيل  مفتش الرقابة بمديرية الزراعية إنه تم وضع برنامج متكامل يشمل توصيات دقيقة لعمليات خدمة الأرض، التسميد، إستخدام المبيدات اللازمة لعلاج النيماتودا وفطريات التربة، مشيرًا إلى أنه تضمن البرنامج الالتزام بعدة توصيات شملت تحليل التربة وتحسين الصرف الزراعي للتغلب على ارتفاع مستوى الماء الأرضي، إضافة مركبات معالجة للنيماتودا بإستخدام مواد فعالة وآمنة، تطبيق مبيدات فطرية موجهة لعلاج أعفان الجذور.

وأوصت اللجنة، المزارعين بتطبيق برنامج تسميد متوازن لتحسين صحة الأشجار وزيادة الإنتاجية، وتكثيف عمليات الخدمة الزراعية مثل تهوية التربة وتحسين بنيتها، وذلك من اجل توفير الحلول العملية لتحسين حالة المزرعة وإستعادة إنتاجها بالشكل الأمثل، مع ضمان الالتزام بالأساليب الزراعية المستدامة.

" الأسمدة الكيماوية "

قال الدكتور محمود عتمان رئيس بحوث متفرغ  معهد بحوث الإرشاد الزراعي إن النيماتودا هي مرض تعقد الجذور الناتج عن كثرة استخدام الأسمدة الكيماوية موضحاً من أهم أسباب انتشار المرض الوسط القلوي حيث تعيش النيماتودا في الوسط القلوي لذلك يحظر استخدام الأسمدة الكيماوية وخاصة اليوريا والنترات ثم الزراعة لأكثر من مرة في نفس المكان كذلك استخدام السماد البلدي الطازج وذلك لاحتواء معدة الحيوان علي النيماتودا.

وتابع عتمان ومن ضمن أسبابها أيضا استخدام شتلات مصابة بالنيماتودا سواء شتلات فاكهة أو خضر بالإضافة الى عدم المقاومة الجماعية حيث النيماتودا لا تظل بمكان ثابت بل تتنقل ثم عدم تعقيم أدوات المزرعة بما فيها أدوات العزيق حيث يلتصق البيض بها وبالتالي تنتشر بكل سهولة كما أنه ينتقل البيض عبر مواتير الرش والجرارات كذلك.

للقضاء على النيماتودا ضرورة جعل الوسط حامضي مع استخدام سلفات النشادر ,الماغنسيوم , البوتاسيوم ثم استخدام السماد البلدي المتحلل أو كمبوست نباتي حيواني بالإضافة الى شتلات خالية من النيماتودا ويجب فحصها جيدا كذلك البدء في تطهير صواني الشتلات والأكياس البلاستيكية والصفائح وجميع الأوعية الخاصة لإنتاج الشتلات مع إتباع دورة زراعية ثنائية لنباتات العائلة القرعية والبقولية والباذنجانية أو ثلاثية بالنسبة للبنجر ،الفول السوداني.

ومن أهم الطرق تعقيم أدوات المزرعة جميعها بمطهرات مثل : الديتول أو الكلوربجانب عمل حوض علي مدخل كل مزرعة به مطهر بحيث يتم تعقيم جميع المركبات التي تدخل المزرعة كما يمكن استخدام الشطة والثوم في القضاء علي النيماتودا مضيفاً أنه مع هذه الطريقة يوضع لكل فدان عن طريق الري الغمر أوالتنقيط 3 كجم شطة سوداني+لتر زيت طعام حيث يتم إزالة العنق الأخضر من الشطة ويتم طحنها جيداً ثم يقوم المزارع بغربلتها للتخلص من الشوائب بعدها يتم ضربها في الخلاط ووضعها علي النار الي أن يفصل الزيت عن الشطة وبهذا تكون جاهزة للاستخدام.