الكرملين: واشنطن تقترح وقف إطلاق النار ومفاوضون أمريكيون يزورون موسكو
أكد الكرملين أن الولايات المتحدة زودت روسيا بمعلومات محددة حول مقترح لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل.
شددت موسكو على أن القرم، وسيفاستوبول، وخيرسون، وزابوريجيا، ودونيتسك، ولوجانسك تعتبر مناطق روسية وفقًا للدستور، مؤكدة أن هذا الأمر "مسلم به وغير قابل للنقاش".
كما أوضح الكرملين أن عملية تحرير مقاطعة كورسك ستستغرق الوقت اللازم لضمان حماية أرواح العسكريين والمدنيين في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن مفاوضين أمريكيين سيتوجهون إلى روسيا في إطار اتصالات مجدولة مسبقًا.
من جهة أخرى، أكد الكرملين أن ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتديًا الزي العسكري خلال تفقده تجمعات القوات في مقاطعة كورسك أمرًا ضروريًا.
جدير بالذكر أن "قناة القاهرة الإخبارية" عرضت تقريرًا بعنوان "منعطف جديد في الصراع الروسي الأوكراني يقترب من التوصل إلى السلام".
الأزمة الروسية الأوكرانية:
قال التقرير: "منعطف جديد وربما أخير تواجهه الأزمة الروسية الأوكرانية التي استمرت لأكثر من 3 أعوام شهد العالم خلالها انهيارات وانقسامات متنوعة لتبدأ واشنطن مساعيها المستمرة للضغط من أجل إنهاء الصراع مع وضع نهاية للتوترات الدولية".
وأضاف: "الولايات المتحدة بدأت منذ اليوم الأول لانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مساعي إنهاء الصراع وفي نشر السلام دوليًا حيث ضغطت على أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي للقبول بشروط السلام مع روسيا وبالرغم من اعتراضات كييف على المقترح الأمريكي الذي رأت أنه يخدم المصالح الروسية على حساب أوكرانيا، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب استطاعت إجبار زيلينسكي على الرضوخ لشروطها مع قبول هدنة الثلاثين يوما خلال المحادثات التي احتضنتها السعودية".
أي اتفاق يجب أن يكون بشروط موسكو وليس واشنطن:
وتابع: "أما روسيا التي أعلنت عبر البرلمان أن أي اتفاق يجب أن يكون بشروط موسكو وليس واشنطن أو كييف، فيما طالب الكرملين بضرورة إطلاعه على نتائج المحادثات الأمريكية الأوكرانية في السعودية قبل التعليق على ما إذا كان وقف إطلاق النار المقترح لمدة شهر مقبولًا لدى روسيا أم لا".
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قال إنه لا يوجد حل عسكري للصراع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن كييف تحتاج إلى رادع كافٍ ضد أي هجمات مستقبلية وبلاده تعمل على ذلك الأمر.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي - وفقًا لقناة (الحرة) الأمريكية - أن "رد فعل روسيا بشأن مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا غير معلوم"، داعيًا الجانب الروسي إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا بشكل فوري، لافتًا إلى أن واشنطن ستتواصل مع روسيا بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر "روبيو" أن دفاع أوكرانيا عن نفسها يجب أن يكون جزءًا من أي نقاش، وأن كييف تريد ضمانات أمنية على المدى الطويل، كما أنها تريد إعادة جميع الأطفال الأسرى في الحرب.
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن بلاده تأمل في الحصول على رد إيجابي من موسكو بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، واعتبر أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا هى التفاوض، مضيفًا أن اتفاق المعادن مفيد للولايات المتحدة وأوكرانيا معًا.
كشفت روسيا عن موقفها من مُقترح الهدنة مع أوكرانيا لمدة شهر في إطار الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب.
ونقلت شبكة سكاي نيوز تصريحًا لدميتري بيسكوف، المُتحدث باسم الكرملين، قال فيه: "سنتواصل مع الأمريكيين خلال الأيام المُقبلة، ونسعى من خلالها للحصول على الصورة بالكامل بشان تفاصيل المُقترح كافةً".
وذكر بيسكوف أن هناك إمكانية لإجراء مُكالمة هاتفية بين الرئيسين الروسي بوتين والأمريكي ترامب من أجل المضي قدماً في مُفاوضات السلام.
وكانت السعودية استضافت يوم الثلاثاء مباحثات بين أمريكا وأوكرانيا بهدف إزالة الخلاف بين ترامب وزيلينسكي وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.
وفي ختام المحادثات، أعلنت أوكرانيا موافقتها على مقترح أميركي بهدنة 30 يومًا في الحرب مع روسيا، بينما أعلنت واشنطن بدورها استئناف دعمها العسكري الذي كان محوريًا في مساعدة كييف لمواجهة الغزو الروسي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أصدرت، اليوم الأربعاء، بيانًا أكد فيه سيطرة قوات الجيش الروسي على بلدتي دنيبروينيرهيا ونوفوماركوف في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.
وأضاف بيان الوزارة الروسية: "استهدفنا سفينة نقل تحمل ذخيرة للقوات المسلحة الأوكرانية".
وفي هذا السياق، قال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن أوروبا وبريطانيا تريدان استمرار الصراع في أوكرانيا، على حد قوله.
وأضاف لافروف، في تصريحاتٍ صحفية: "الأوروبيون يسعون لتصعيد الوضع في أوكرانيا ويستعدون لخطوات تدفع ترامب إلى اتخاذ إجراءات عدوانية تجاه روسيا".
وتابع : "ترامب لا يريد تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بقيادة زيلينسكي".
وأكمل لافروف: "وجود قوات الناتو على الأراضي الأوكرانية تحت أي علم وبأي صفة بما في ذلك قوات حفظ السلام يشكل تهديدًا لروسيا".
وتتواصل حلقات مسلسل العلاقة السيئة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد الشِجار الشهير في البيت الأبيض.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب يريد أن يرى تغييرًا في موقف زيلينسكي تجاه محادثات السلام وأن يتخذ بعض الخطوات نحو الانتخابات وربما التنحي.
وذكرت مصادر أمريكية أن ترامب أبلغ مساعديه أن توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا لن تكون كافية لاستئناف المساعدات.
وكان فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، قال في وقتٍ سابق إن بلاده عازمة على بذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب بسلام عادل ودائم في أقرب وقت ممكن.
وأضاف: "أوكرانيا ملتزمة تمامًا بالحوار البناء مع الولايات المتحدة".
ويأتي الموقف الأوكراني الجديد بعد أن تجاوز زيلينسكي الشجار التاريخي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 28 فبراير في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.