بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

هذه الشهية المفتوحة

 العالم الذى تابع عملية اختيار المرشح دونالد ترمب فى السباق الرئاسى إلى البيت الأبيض، لم يكن يتوقع أن يجد نفسه أمام رئيس أمريكى بهذا القدر من الشهية المفتوحة على كل شىء! 
ولو كانت شهية الرجل مفتوحة على شىء أو أشياء داخل بلاده ما كانت هناك مشكلة، لأنها بلاده فى آخر المطاف ولأن الناخب الأمريكى هو الذى جاء به، وهو الذى عليه بالتالى أن يتعامل مع تداعيات اختياره فى النهاية. 
المشكلة أن شهية ترمب مفتوحة على أشياء خارج بلاده لا تخصه ولا تخص الأمريكيين، من أول قناة بنما فى بنما فى أمريكا الجنوبية، إلى كندا الواقعة شمال الولايات المتحدة، إلى جزيرة جرينلاند التى تتبع الدنمارك فى أقصى الشمال الأوروبى. 
والظاهر أن شهيته تتمدد وتتوسع بلا حدود، وقد رأينا كيف أنه ذهب يطلب المعادن النادرة لدى الأوكرانيين وكأنها ميراث لبلاده، ورأينا أيضا كيف أن الرئيس الأوكرانى خضع فى النهاية وقال إنه لا مانع عنده فى توقيع اتفاق تحصل به أمريكا على معادن أوكرانيا النادرة التى من بينها اليورانيوم، والليثيوم، والتيتانيوم، وكلها معادن نادرة جدًا ويجرى استخدامها فى السلاح أو فى غيرها من الإلكترونيات الدقيقة. 
كان الرئيس الأوكرانى يتمنع فى البداية، وكان يتصور أن أوروبا يمكن أن تسعفه فى مواجهة الروس فلا يكون فى حاجة إلى الأمريكيين، ولكن تبين له أن أوروبا لا تملك ما يريده، وأن عليه أن يعود ليعتمد على الولايات المتحدة فعاد، وصار جاهزًا لتوقيع ما يشبه عقد الإذعان مع الرئيس ترامب الذى يستغل حاجة الأوكرانيين إليه! 
ولم تكن غزة بعيدة عن شهيته التى لا تشبع، فرأيناه يتحدث عنها وكأنها منتجع من منتجعاته أو ستكون منتجعًا من منتجعاته، وليست وطنًا للفلسطينيين الذين عاشوا ويعيشون فيها ولا يعرفون سواها وطنًا لهم. 
وقد سارعت القاهرة تدعو إلى قمة فلسطين فى ٤ مارس لتقديم بديل عن الخطة العبثية التى يطرحها هو، وخرجت القمة ببديل جاهز وعملى معًا، ولا يحتاج إلا إلى الدعم المطلوب من المجتمع الدولى فى عمومه، ولكن ترامب رد على الخطة المصرية العربية التى أقرتها القمة بأغرب رد يمكن أن تسمعه.. قال إنها لا تلبى طموحاته!.. وكأن المطلوب أن تلبى طموحاته هو، لا طموحات الفلسطينيين الذين سيكون عليهم فيما يبدو أن يشربوا من البحر، ما دامت شهية ساكن البيت الأبيض قد توحشت إلى هذا الحد!.. ولكن الحقيقة أن غزة فلسطينية ولن تكون لغير أهلها.