محسن جابر: طارق نور أشاد بقدراتي على التكيف مع تطورات صناعة الموسيقى

قال المنتج محسن جابر، إن الإعلامي الكبير طارق نور، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أشاد بقدرته على التكيف مع التغيرات التي شهدتها صناعة الموسيقى، مشيرًا إلى أنه كان المنتج الوحيد الذي نجح في تجاوز أزمة توقف شرائط الكاسيت، وذلك بفضل ابتكاره لخدمة "رينج تون"، والتي ساهمت في استمراريته في السوق.
وأوضح محسن جابر، خلال لقائه في برنامج حبر سري مع الإعلامية أسما إبراهيم، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنه أطلق خدمات "رينج تون" للأغاني في المنطقة العربية، وكان السبّاق في توفير الأغاني للاستماع عبر الإنترنت، لافتا إلى أن طارق نور خلال احتفال خاص في مهرجان لتكريم أفضل الحملات الإعلانية، أكد أنه استطاع التأقلم مع التحولات الرقمية في وقت فشلت فيه العديد من شركات الإنتاج في مواجهة التغيرات التكنولوجية.
الاستمرارية مفتاح النجاح
وتابع محسن جابر: الاستمرارية هي مفتاح النجاح في العمل، مشددًا على أن البقاء في الساحة يتطلب الابتكار والتطوير المستمر لمواجهة المنافسة"، معبرًا عن فخره بقدرته على التواجد بقوة حتى اليوم في مجال الإنتاج الموسيقي.
ويعد محسن جابر من أبرز رجال الأعمال والمنتجين الفنيين في العالم العربي، وقد ترك بصمة واضحة في صناعة الموسيقى والإعلام من خلال تأسيسه لشركة "عالم الفن" وقنوات "مزيكا"، ويُعتبر رمزًا للنجاح والريادة في مجال الإنتاج الغنائي، إذ استطاع أن يجمع بين شغفه بالفن وحنكته التجارية ليصبح أحد أهم الأسماء في هذا المجال.
وُلد محسن جابر في قرية خرسيت التابعة لمدينة طنطا بمحافظة الغربية في مصر، وهي منطقة تاريخية ارتبطت بأسماء بارزة في الفن والرياضة والثقافة. نشأ في أسرة متدينة وميسورة الحال، حيث كان والده محمد جابر يعمل مديرًا عامًا للضرائب ويمتلك أملاكًا في طنطا، بينما عمل شقيقه إبراهيم أستاذًا في جامعة طنطا، وشقيقه مصطفى شريكًا له في مسيرته المهنية. تلقى جابر تعليمًا جيدًا، لكنه اختار أن يوجه طاقته نحو عالم الفن والأعمال بدلاً من المسار الأكاديمي التقليدي.
بدأ محسن جابر مسيرته الفنية في منتصف السبعينيات، حيث أنتج أولى أعماله مع الفنان محمد الكحلاوي من خلال ألبومات مثل "حب الرسول يابا" و"مدد يا نبي". كان شغفه بالفن الخليجي والعربي واضحًا منذ صغره، وأظهر اهتمامًا خاصًا بأعمال فنان العرب محمد عبده، حيث شارك في إنتاج ألبومات مثل "يا مركب الهند" و"أيوه". هذا الحب للفن دفعه لاحقًا إلى بناء علاقة صداقة قوية مع محمد عبده، مما عزز من مكانته في الوسط الفني.
تأسست شركة "عالم الفن" كمشروع طموح لمحسن جابر، حيث عمل على إنتاج وتوزيع الأعمال الغنائية لكبار الفنانين العرب. استطاع جابر أن يستحوذ على كتالوجات موسيقية ضخمة من شركات عريقة مثل "صوت الفن" التي تضم تراث عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، و"صوت الحب" التي تحتوي على أعمال هاني شاكر ومحمد فؤاد، بالإضافة إلى "موريفون" و"صوت لبنان" وغيرها. كما امتلك حقوق أعمال كبار الفنانين مثل أم كلثوم، عمرو دياب، ووردة الجزائرية، مما جعله يسيطر على أكثر من 80% من الإنتاج الموسيقي في المنطقة العربية.
في عام 2003، أطلق جابر قناة "مزيكا" كأول قناة عربية مخصصة للموسيقى، تلتها قناة "مزيكا زووم" في 2004، ليقدم من خلالهما منصة حديثة لعرض الأغاني والفيديوهات المصورة، مما ساهم في تعزيز انتشار الفن العربي عالميًا.
يُعد محسن جابر من أوائل المنتجين الذين دعموا جيلًا جديدًا من الفنانين، حيث قدم أعمالًا لنجوم مثل هشام عباس، سميرة سعيد، ميادة الحناوي، وغيرهم. من أبرز إنجازاته إنتاج ألبوم "جوه في قلبي" لهشام عباس في 2002، والذي حقق نجاحًا كبيرًا واحتل صدارة المبيعات لأشهر. كما كان له دور بارز في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي من خلال اقتناء حقوق أعمال كلاسيكية وإعادة تقديمها للأجيال الجديدة.