أنشيلوتي وسيميوني.. صراع متجدد وأرقام متقاربة

تتجه الأنظار مساء الأربعاء إلى ملعب ميتروبوليتانو، حيث يتجدد الصراع بين الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، ونظيره الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، في ديربي إسباني خالص ضمن إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
يدخل ريال مدريد اللقاء بأفضلية طفيفة بعد فوزه ذهابًا بنتيجة 2-1، لكنه يدرك تمامًا أن المواجهة أمام جاره العنيد لن تكون سهلة، خاصة أن أتلتيكو مدريد لن يدخر جهدًا للثأر وقلب الطاولة على أرضه وبين جماهيره.
تاريخ المواجهات.. ندّية محتدمة
تمثل هذه المواجهة اللقاء رقم 28 بين أنشيلوتي وسيميوني في مختلف المسابقات، منها 26 مواجهة في ديربي مدريد، وهو رقم يعكس مدى التنافس الكبير بين المدربين. وعلى مدار هذه اللقاءات:
فاز أنشيلوتي 9 مرات
حقق سيميوني 8 انتصارات
حسم التعادل 8 مواجهات
ورغم تقارب الأرقام، إلا أن أنشيلوتي يمتلك الذكرى الأبرز، حيث حقق أكبر انتصار له على سيميوني بنتيجة 4-1 في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014، في المباراة التي خطف فيها الريال اللقب العاشر بطريقة درامية، كما تفوق بنتيجة 3-0 في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا خلال الموسم نفسه.
في المقابل يملك سيميوني، في جعبته أكبر فوز في تاريخ الديربي الحديث، عندما قاد أتلتيكو لاكتساح ريال مدريد برباعية نظيفة في الدوري الإسباني موسم 2014-2015، وهو الموسم الذي ودّع فيه أنشيلوتي الريال بعد نهاية فترته الأولى مع الفريق.
احترام متبادل رغم الصراع..
بعيدًا عن التنافس الشرس داخل الملعب، فإن العلاقة بين أنشيلوتي وسيميوني يغلب عليها الاحترام المتبادل، وهو ما ظهر جليًا في تصريحاتهما قبل اللقاء، حيث أكد أنشيلوتي أن أفكاره في كرة القدم تتشابه كثيرًا مع أسلوب سيميوني، مشيدًا بالقدرة التكتيكية للأرجنتيني.
أما سيميوني، فقد أبدى إعجابه الشديد بأنشيلوتي، وصرّح قائلًا: "أنشيلوتي يتفوق عليّ كثيرًا كمدير فني، رغم أننا نحمل نفس الخلفية الإيطالية في كرة القدم. لقد وُلد في إيطاليا وعاش فيها معظم حياته الكروية، بينما قضيتُ بضع سنوات فقط هناك."
الجذور الإيطالية..
رغم اختلاف جنسيتيهما، فإن إيطاليا كانت محطة مهمة في مسيرتهما، حيث لعب أنشيلوتي بقميص روما وميلان، ودرب فرقًا مثل ميلان ويوفنتوس ونابولي قبل أن يشق طريقه نحو نجاحاته الأوروبية مع أندية أخرى.
أما سيميوني، فقد خاض تجربة احترافية في إيطاليا لاعبًا مع بيزا (1990-1992)، ثم انتقل إلى إنتر ميلان (1997-1999)، قبل أن يختم فترته الإيطالية مع لاتسيو (1999-2003)، ما جعله متأثرًا بالمدرسة الإيطالية التكتيكية.