المحادثات الأمريكية الأوكرانية في السعودية تبحث هدنة في الجو والبحر

أفادت قناة "أوبشيستفينوي" الأوكرانية، نقلاً عن مصادر، بأن الجولة الأولى من المحادثات بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، التي تُجرى في المملكة العربية السعودية، خُصصت لمناقشة مقترح الهدنة في الجو والبحر.
وأوضحت القناة أن المحادثات في مرحلتها الأولى ركزت على مقترح أوكرانيا بشأن وقف الأعمال القتالية في المجالين الجوي والبحري، كما تطرّق الطرفان خلال هذا الجزء إلى اتفاق يتعلق بالمعادن، بينما تستمر الجولة الثانية من المحادثات في الوقت الحالي.
من جانبه، أعلن سيرغي ليشينكو، مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، في بث تلفزيوني، أن كييف لن توافق على وقف إطلاق النار على الأرض، لكنها تدعم هدنة في الجو والبحر، في خطوة تعكس الموقف الأوكراني من تطورات النزاع العسكري.
وكانت وسائل إعلام قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى استعداد روسيا لمناقشة هدنة مؤقتة في أوكرانيا، لكنها اشترطت إحراز تقدم في مسار التسوية السلمية النهائية، وهو ما قد يؤثر على مسار المحادثات الجارية.
وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس، بأن الولايات المتحدة ترى أن أوكرانيا ستواجه "صعوبة كبيرة" في العودة إلى حدود عام 2014، ما يشير إلى استمرار التحديات أمام كييف في استعادة أراضيها.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، عن بدء الاجتماع بين الوفد الأوكراني وممثلين عن الولايات المتحدة في السعودية، ضمن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حلول للأزمة.
وأصدر الجانب الأوكراني والسعودي بيانًا مشتركًا، الثلاثاء، أكدا فيه مناقشة الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا، حيث أعربت المملكة عن أملها في نجاح هذه المساعي.
بدوره، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن ملف اتفاق وقف إطلاق النار سيكون جزءًا من جدول أعمال الاجتماع، في إشارة إلى الأهمية التي توليها واشنطن لهذه المفاوضات.
حماس تحذر من مخطط "القدس الكبرى" وتدين جرائم الاحتلال في فلسطين
حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتشريع ما يسمى بمخطط "القدس الكبرى"، مؤكدة أن هذا المخطط يأتي ضمن سياسات الاحتلال الرامية إلى فرض الأمر الواقع وتوسيع الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة، وشددت الحركة على أن الاحتلال يواصل سياساته الإجرامية في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
وأشارت حماس إلى أن الاحتلال يواصل عدوانه الهمجي على مدينة جنين ومخيمها لليوم الحادي والخمسين على التوالي، مما أسفر عن تهجير أكثر من 20 ألف فلسطيني من سكان المخيم، إضافة إلى اعتقال العشرات، بينهم أسرى محررون، كما يستمر العدوان الإسرائيلي على مخيم طولكرم، حيث تم هدم عشرات المنازل في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية.
وفي قطاع غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني إغلاق المعابر وقطع الكهرباء لليوم العاشر على التوالي، الأمر الذي وصفته حماس بجريمة حرب وعقاب جماعي بحق أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، وأكدت الحركة أن استمرار الحصار ومنع إدخال المساعدات يعد خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يعمق المأساة الإنسانية في القطاع.
وفي ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي، دعت حماس الوسطاء إلى ممارسة كل الضغوط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية للالتزام بشروط وقف إطلاق النار، كما أعربت الحركة عن أملها في أن تسفر مساعي المبعوث الأمريكي عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وطالبت حماس المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه وانتهاكاته الخطيرة، مشيرة إلى أن الاحتلال الصهيوني يصعد عمليات الاقتحام الهمجية خلال شهر رمضان، في استهداف واضح للمدنيين الفلسطينيين ولمقدساتهم الدينية، وأكدت الحركة أن الاحتلال يمعن في تغوله الاستيطاني في عموم الضفة الغربية، إلى جانب استمرار عمليات هدم منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية في القدس والضفة الغربية، في محاولة منه لفرض واقع جديد على الأرض.
وأضافت الحركة أن حكومة نتنياهو تسعى إلى تنفيذ مخططات الضم والتهجير، وتغيير وطمس الحقائق التاريخية في فلسطين، محذرة من أن هذه المخططات الصهيونية تعد محاولات يائسة تعبر عن حالة الفشل الذي يعيشه الاحتلال، كما شددت على أن استمرار العدوان الإسرائيلي يتزامن مع سياسة التنسيق الأمني التي تنتهجها أجهزة السلطة، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي الختام، أكدت حماس أن أرض فلسطين التاريخية، بما فيها الضفة الغربية والقدس، ستظل عصية على الاحتلال، وأن إمعان الاحتلال في حربه ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية يمثل إرهابًا صهيونيًا وانتهاكًا لكل الأعراف والشرائع السماوية، كما حذرت من خطورة وتداعيات العدوان الإسرائيلي، الذي يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن مخططات التهجير لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تشكل تهديدًا لأمن الدول العربية بأسرها.