بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

للوطن وللتاريخ

سوريا..ونعمة الجيش المصري


كل ما يحدث في سوريا يدعونا للقلق، وهذا القلق ليس من منطلق العروبة فقط،وإنما كونها الدولة التي كانت مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة وهو الاسم الرسمي للوحدة بين مصر وسوريا في الفترة من 1958 حتي 1961 أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،وبالتالي من الطبيعي أن تشغل مساحة كبيرة لدينا في كل الحالات مستقرة كانت أو مضطربة أو معرضة للمخاطر وغير كل ذلك من الحالات.
والمَشاهد التي انتشرت مُؤخرًا عبر السوشيال ميديا من اضطهاد المعارضين أو فلول نظام بشار الأسد من قبل النظام السوري الحالي بقيادة أحمد الشرع تثير القلق على مستقبل سوريا، وهذا القلق لم يكن وليد اللحظة، وإنما بدأ مع تغيير نظام الحكم وتولى الشرع السلطة، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع نظام بشار الأسد الذي كلف سوريا كثيرًا على مدار السنوات الماضية.
كما أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه منذ ساعات لوقف القتال والمواجهة بين قوات الرئيس السوري أحمد الشرع، وقوات سوريا الديمقراطية"قسد" بقيادة مظلوم عبدي حمل في مضمونه الكثير من المخاوف أيضًا، لأنه يستهدف التعاون والدعم في محاربة فلول نظام بشار الأسد، بعيدًا عن الأهداف الأخرى للاتفاق ممثلة في رفض تقسيم سوريا وهو هدف لا أعتقد أنه سيسير على هذا النحو.
والمؤكد أن مواجهة قوى الاتفاق الأخير ممثلة في "الشرع" و"عبدي" لفلول نظام بشار الأسد ستعود بنا مرة أخرى للاقتتال والحرب الداخلية في سوريا تحت أي ظرف، وهو هدف تسعى إليه الكثير من القوى الدولية لتحقيق أهدافها في سوريا معتمدة في ذلك على تعدد العرقيات، إلى جانب أن قوات سوريا الديمقراطية لها أهدافها الأخرى التي لا علاقة لها بوحدة الأراضي السورية.
ولاشك أن كل مصري غيور على وطن عربي كان يمثل الوحدة مع مصر شعبًا وجيشًا لابد أن ينشغل بما يحدث الآن على أرض سوريا، في الوقت الذي لم نجد فيه أي رؤية واضحة للنظام السوري الجديد تجاه الكثير من القضايا أو الاستفادة من تجارب مماثلة لتولى السلطة ثم ذهبت مع الريح بسبب التسلط الديني والممارسات السلطوية الطائشة والتعجل بجنى ثمار هي في الأصل تمثل الخسارة الكبيرة لوحدة الأرض والشعب.
في كل هذه الأجواء، نقف أمام أنفسنا لنحمد الله عز وجل على نعمة الجيش المصري العظيم الذي كان وسيظل خط الدفاع الأول لأمن مصر وأرضها وشعبها، خاصة بعد ثورتي 25يناير 2011، و30يونيو 2013، لأنه الجيش الذي يخلو من أي عصبيات أو عرقيات أو طوائف أو أي انتماءات أخرى بخلاف الانتماء للوطن مصر، في ظل قوى مسلحة وفصائل معارضة تحمل السلاح في بعض الدول الأخرى وتطلق على نفسها اسم الجيش،وهي لم ولن تكون بالنسبة لنا سوى "ميليشيات" لا علاقة لها بالجيش النظامي للدولة..حفظ الله سوريا..وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.