إيطاليا تشهد زيادة مخيفة في اضطرابات الأكل بين الأطفال

تشهد إيطاليا ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الإصابة باضطرابات الأكل بين الأطفال والمراهقين، حيث أظهرت الدراسات زيادة بنسبة 64% في حالات التشخيص خلال السنوات الخمس الأخيرة، مقارنة بالعام 2019، وهو آخر عام قبل جائحة كوفيد-19.
وتشمل هذه الاضطرابات مجموعة متنوعة من الحالات مثل فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي، واضطراب تناول الطعام القهري، بالإضافة إلى اضطراب تجنب الطعام التقييدي (ARFID) والعديد من الحالات غير المحددة.
أشارت التقارير إلى أن السبب وراء هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، أبرزها انخفاض سن البلوغ لدى الفتيات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج لمعايير جمال غير واقعية، مما يعزز القلق بشأن المظهر الشخصي. وتؤكد الدراسات أن نسبة عالية من الأطفال يعانون من أعراض اضطرابات الأكل بدءًا من سن 8 أو 9 سنوات، مما يجعل من الضروري تشخيص هذه الحالات في مراحلها المبكرة لتفادي تطورها إلى مشكلات صحية خطيرة.
وفقًا للتقديرات الوطنية، يعاني حوالي 3.5 مليون شخص في إيطاليا من اضطرابات الأكل، وهو ما يمثل نحو 6% من إجمالي السكان. ونسبة كبيرة من هؤلاء هم من النساء، لكن هناك أيضًا تزايد ملحوظ في عدد الرجال الذين يعانون من هذه الاضطرابات، حيث يصل عددهم إلى 20% في الفئة العمرية من 12 إلى 17 عامًا.
تعد اضطرابات الأكل من أخطر المشاكل الصحية النفسية، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل الوفيات المرتبط بهذه الاضطرابات أعلى بكثير مقارنة ببقية الأمراض النفسية، إذ أن خطر الوفاة بسبب فقدان الشهية العصبي يزيد بمعدل 5 إلى 10 مرات عن الأشخاص الأصحاء في نفس الفئة العمرية.
الخبراء يحذرون من ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بتعاون مشترك بين مختلف التخصصات الطبية مثل الأطباء النفسيين، وأطباء الأطفال، والمختصين في التغذية، والممارسين في الطب الباطني.