بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبير سياسي: مفاوضات جدة هدفها إقناع أوكرانيا بقبول خطة ترامب للسلام

ترامب
ترامب

أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، أن اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي لم يكن موفقًا، حيث كانت التوقعات مختلفة تمامًا بين الطرفين، موضحةً أن ترامب كان يتصور أن زيلينسكي سيتماشى مع رؤيته لإنهاء الحرب بسرعة، لكنه فوجئ برفض أوكراني لأي تنازلات دون ضمانات قوية.

وأشارت الشيخ، خلال استضافتها مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج «ملف اليوم»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن هناك أزمة متفاقمة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، خاصة بعد تلميحات البيت الأبيض بأن صفقة المعادن النادرة لم تعد بنفس الأهمية، نظرًا لصعوبة سداد كييف للدعم الأمريكي السابق، ونتيجة لذلك، من المقرر عقد مفاوضات أمريكية أوكرانية في جدة الأسبوع المقبل، حيث سيحضر وفد أمريكي رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي والمبعوث الأمريكي لأوكرانيا.

وأوضحت أن هذه المفاوضات ستركز بشكل أساسي على محاولة إقناع أوكرانيا بقبول خطة السلام التي يطرحها ترامب، والتي تعتمد على تسوية سياسية للصراع مع روسيا، مرجحةً أن يمتد النقاش ليشمل ملف الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، حيث تضغط الولايات المتحدة لإجرائها، وهو ما يرفضه زيلينسكي خوفًا من فقدان منصبه.

وأضافت أن زيارة زيلينسكي الأخيرة إلى السعودية قد تكون محاولة للبحث عن وساطة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لضمان خروج مرضٍ من المفاوضات، لكن من غير المرجح أن يتراجع ترامب عن رؤيته الأساسية لإنهاء الصراع.

دخلت ثروات أوكرانيا من المعادن دائرة الضوء والاهتمام العالمي بعد سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السيطرة على نصفها مواردها مقابل الدعم العسكري.

وقبل أيام كشفت شبكة "إن بي سي" الأمريكية أن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، اقترحت على أوكرانيا منح الولايات المتحدة 50% من ملكية المعادن الأرضية النادرة في البلاد، مقابل نشر قوات أمريكية هناك لحمايتها في حال تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب، فيما رفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مسودة الاتفاق.

ونقلت وكالة بلومبيرج عن تقارير مختلفة ، بأن أوكرانيا تمتلك رواسب معدنية تبلغ قيمتها أكثر من 10 تريليونات دولار، وكانت حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي حريصة على الترويج للمواد الحيوية التي يمكن استغلالها بينما تسعى للحصول على المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي.

وذكرت شركة ستاندرد آند بورز جلوبال الأسبوع الماضي أن المعلومات المتعلقة برواسب المعادن النادرة في أوكرانيا مستمدة في المقام الأول من بيانات حكومية.

وحرصت أوكرانيا على تعزيز ثرواتها من الليثيوم والجرافيت والتيتانيوم، وتقول كييف إنها تمتلك أكبر مخزون من الليثيوم في أوروبا، وهي مادة متوفرة بكثرة في مختلف أنحاء العالم.

وقد ارتفع الطلب عليها بسبب استخدامها الحاسم في البطاريات القابلة لإعادة الشحن، لكن الإنتاج ارتفع إلى مستويات أعلى كثيراً من الطلب، وانهارت الأسعار في السنوات الأخيرة.

وفي حالة التيتانيوم، لا تنتج أوكرانيا بالضرورة الشكل الذي تحتاجه صناعة الدفاع الأمريكية، فأوكرانيا من بين أكبر عشر دول منتجة لمعادن تحتوي على التيتانيوم، وهما الإلمنيت والروتيل، وفي الولايات المتحدة، تُستخدم 95% من هذه المواد.

ونبهت بلومبيرج إلى أن ترامب جعل تأمين الموارد للولايات المتحدة ومعالجة هيمنة الصين على بعض المواد الخام حجر الزاوية في سياسته الخارجية حتى الآن.

فقد استهدف بنما بسبب رغبته في الوصول إلى ممراتها المائية الحيوية، وركز على ثروات جرينلاند المعدنية - مما أثار احتمال الاستيلاء على الأراضي الدنماركية - والآن ربط تأمين موارد أوكرانيا كجزء أساسي من الدعم المستمر في حربها مع روسيا.