بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اليوم العاشر من رمضان.. يا ذكرى النصر والعزة و دروس وعبر من التاريخ الإسلامي

رمضان كريم
رمضان كريم

اليوم العاشر من رمضان ليس مجرد يوم عادي في التقويم الإسلامي، بل هو يوم يحمل بين طياته معاني العزة والكرامة والتضحية، ففي هذا اليوم من عام 1393 هـ، الموافق 6 أكتوبر 1973، سجلت مصر واحدة من أعظم الانتصارات العسكرية في تاريخها الحديث، عندما تمكنت قواتها المسلحة من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين، في ملحمة عسكرية أعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها بعد نكسة 1967.

لم يكن هذا الانتصار مجرد معركة عسكرية، بل كان درسًا في الإرادة والتخطيط والبطولة، حيث اجتمعت كل عناصر القوة المصرية من جيش وشعب في ملحمة بطولية خلدها التاريخ.

 

خلفية حرب أكتوبر (العاشر من رمضان)


نكسة 1967 وبداية التخطيط للعبور

بعد هزيمة يونيو 1967، احتلت إسرائيل سيناء بالكامل، وأصبحت القوات المصرية على الضفة الغربية لقناة السويس، بينما سيطرت إسرائيل على الضفة الشرقية وحصنت مواقعها ببناء خط بارليف، الذي وصفه الخبراء العسكريون بأنه "أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث".

لكن مصر لم تستسلم، وبدأت منذ اللحظة الأولى في إعادة بناء جيشها والاستعداد للثأر واستعادة الأرض ، جاء قرار الحرب بعد سنوات من التخطيط والتدريب والتجهيز، حيث وضعت القوات المسلحة المصرية خطة استراتيجية دقيقة لتحقيق المفاجأة وكسر الغرور الإسرائيلي.

 

وقائع الحرب وبطولات الجيش المصري

1. ساعة الصفر وبدء العمليات

في تمام الساعة 2:00 ظهرًا من يوم 6 أكتوبر 1973 (العاشر من رمضان 1393 هـ)، بدأ الهجوم المصري بتنفيذ أكبر عملية قصف مدفعي في التاريخ الحديث، حيث أطلقت أكثر من 2000 مدفعية قذائفها على مواقع العدو في الضفة الشرقية للقناة، مما أربك القوات الإسرائيلية وأفقدها توازنها.


عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف

في واحدة من أعظم العمليات العسكرية، تمكن الجنود المصريون من عبور قناة السويس في وقت قياسي، باستخدام القوارب المطاطية وسط نيران العدو.

استطاع سلاح المهندسين المصري إحداث 85 ثغرة في خط بارليف باستخدام مضخات المياه القوية، ليتم تدمير التحصينات التي كانت تعتبر مستحيلة الاختراق.

خلال ست ساعات فقط، نجح الجيش المصري في إقامة رؤوس جسور على الضفة الشرقية، ورفع العلم المصري على أرض سيناء، في مشهد أعاد الكرامة للأمة العربية.

دور القوات الجوية المصرية

كان للقوات الجوية دور بارز في الحرب، حيث قامت بتنفيذ الضربة الجوية الأولى، التي استهدفت مراكز القيادة والسيطرة والمطارات العسكرية الإسرائيلية.

نفذت الطائرات المصرية الهجوم بدقة متناهية، مما أدى إلى شل قدرات العدو الدفاعية في الساعات الأولى من الحرب.


معركة الدبابات في سيناء

شهدت سيناء واحدة من أضخم معارك الدبابات في التاريخ الحديث، حيث خاض الجيش المصري مواجهات شرسة ضد القوات الإسرائيلية، وتمكن من تدمير مئات الدبابات الإسرائيلية، مما أجبر العدو على التراجع والانكماش.

 

نتائج الحرب وانعكاساتها و إعادة الثقة للمصريين والعرب

بعد نكسة 1967، كان هناك شعور بالإحباط في العالم العربي، لكن انتصار العاشر من رمضان أعاد الأمل وأثبت أن إسرائيل ليست قوة لا تُقهر.

تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي

قبل الحرب، كان يقال إن الجيش الإسرائيلي لا يُهزم، لكن الجندي المصري البطل أثبت العكس، حيث أظهر شجاعة غير مسبوقة في مواجهة العدو.


تمهيد الطريق لاستعادة سيناء

بعد النصر العسكري، دخلت مصر وإسرائيل في مفاوضات سياسية، أسفرت عن توقيع اتفاقية السلام عام 1979، التي أعادت سيناء بالكامل إلى السيادة المصرية.

توحيد الصف العربي

لعبت الدول العربية دورًا مهمًا في دعم مصر خلال الحرب، حيث استخدمت سلاح النفط للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، مما أظهر قوة الوحدة العربية عند اجتماعها على هدف واحد.

 


الدروس المستفادة من حرب أكتوبر (العاشر من رمضان)

الإيمان والتوكل على الله

خاض الجيش المصري الحرب في شهر رمضان، مما يؤكد أن الإيمان والعقيدة كانا من أهم أسلحة النصر.

التخطيط الجيد والمفاجأة

اعتمدت القيادة المصرية على عنصر المفاجأة والخداع الاستراتيجي، حيث تم تضليل إسرائيل حتى اللحظة الأخيرة.


الإرادة والعزيمة في تحقيق المستحيل

أثبت المصريون أن الإرادة القوية تصنع المعجزات، حيث استطاعوا التغلب على العقبات التي ظن العالم أنها مستحيلة، مثل خط بارليف.

 

أهمية الوحدة والتضامن العربي

كانت هذه الحرب نموذجًا رائعًا للتعاون العربي، سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي، وهو ما يجب أن يكون قاعدة لمواجهة التحديات المستقبلية.

 

اليوم العاشر من رمضان سيظل رمزًا للنصر والعزة في تاريخ مصر والأمة العربية، فهو ليس مجرد ذكرى عابرة، بل درس خالد في قوة الإرادة والتخطيط الجيد، وفي كيفية تحويل الهزيمة إلى انتصار، وكما رفع أبطال الجيش المصري راية النصر في سيناء، فإن هذا اليوم يبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة بأن لا مستحيل أمام العزيمة والإيمان والتضحية.

 

 

اليوم العاشر من رمضان محطات مشرقة في التاريخ الإسلامي


شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفي كل يوم من أيامه تحدث العديد من الأحداث التاريخية العظيمة، ويعتبر اليوم العاشر من رمضان يومًا مميزًا في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث شهد العديد من الوقائع المهمة التي تركت أثرًا كبيرًا في التاريخ الإسلامي.

أهم الأحداث في اليوم العاشر من رمضان:

وفاة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عام 3 قبل الهجرة، و في اليوم العاشر من رمضان من العام الثالث قبل الهجرة، توفيت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوجة النبي محمد ﷺ وأم المؤمنين، والتي كانت من أوائل من آمن به وساندته في بداية دعوته. كان لوفاتها أثر بالغ على النبي ﷺ، حتى سُمّي العام الذي توفيت فيه بـ"عام الحزن".


فتح مكة 8 هـ / 10 رمضان 630 م

في العاشر من رمضان من العام الثامن للهجرة، خرج النبي ﷺ من المدينة المنورة متجهًا إلى مكة في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتحها دون قتال. كان هذا الفتح نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث دخل أهل مكة في الإسلام طواعية، وانتهت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية.

 

أهمية هذا اليوم في حياة المسلمين:

يمثل هذا اليوم ذكرى لشخصيات عظيمة أثّرت في مسيرة الإسلام، مثل السيدة خديجة رضي الله عنها.

يذكّر المسلمين بأهمية الصبر والتضحية في سبيل الله، كما فعل الصحابة الأوائل.

يستلهم المسلمون من ذكرى فتح مكة روح التسامح والعفو، كما فعل النبي ﷺ حين قال لأهل مكة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".


اليوم العاشر من رمضان هو يوم يحمل الكثير من العبر والدروس، فهو يذكر المسلمين بأهمية الإيمان والصبر والتضحية، ويعكس القيم العظيمة التي جاء بها الإسلام، مثل الرحمة والمغفرة والعفو عند المقدرة.