بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من‭ ‬عظمة‭ ‬الوحى ‭ (‬‮٩‬‭)‬

لِمَ عَطَفَ لَفْظَ الرَّسُولِ على لَفْظِ الجَلالَةِ ﴿ﯧ﴾ دُونَ إعادَةِ الجارِّ، ولَمْ يَقُل: و(للرَّسُولِ)، فى قوله عز وجل: ﴿ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾؟ 
عَطَفَ لَفْظَ الرَّسُولِ على لَفْظِ الجَلالَةِ ﴿ﯧ﴾ دُونَ إعادَةِ الجارِّ؛ لوجهين: 
الأول: لأنَّ الاستجابةَ لله عز وجل لا تكون إلّا بالاستجابةِ للرَّسولِ ؛ لأنَّه ما لا يَتِمّ الواجِبُ إلّا بِه فهو واجِبٌ، ويؤكِّد ذلك أنَّه لَمْ يَكُن قد نَزَلَ وَحْيٌ يَأْمُرهم بالخُروجِ خَلْفَ المُشرِكِينَ فى ذلك الوقت، ولكنَّهم استجابوا للرَّسولِ  حين أَمَرَهُم، فناسَبَ ذلك عَطْفُ لَفْظِ الرَّسولِ على لَفْظِ الجَلالَةِ الله، وأتى بذِكْرِ الله أوَّلًا؛ لأنَّ الاستجابةَ للرَّسولِ استجابةٌ فى الأصلِ لله تَعالَى. 
الثاني: أنَّ الاستجابةَ هُنا واحِدَةٌ؛ فهى بمَعْنَى الطّاعَةِ، فاكْتَفى السِّياقُ بالعَطْفِ دونَ التَّوْكيدِ بإعادةِ الجارِّ، ولكنه إذا كانت الاسْتِجابَتانِ مُختَلِفَتَيْنِ يُعَاد الجارُّ، كما فى قوله عز وجل: ﴿ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ ‭[‬الأنفال: ٢٤‭]‬؛ فالاستجابةُ للرَّسولِ هُنا أَعَمُّ من الاستجابةِ لله عز وجل، فهى استجابةٌ مَجازِيَّةٌ بمعنى الطَّاعَة، واستجابةٌ حَقِيقِيَّةٌ بمعنى تَلْبِيَةِ النِّداء، فأُرِيدَ منهم الاستجابةُ بالمَعْنَيَيْنِ كُلَّما صَدَرَ منه أَمْرٌ يقتضى إحداهما، أمّا هُنا فى آية آل عمران، فهى استجابةٌ واحِدَةٌ لدعوةٍ مُعيَّنة وهى الخُروجُ لِلَّحَاقِ بالمُشْرِكينَ فى حَمْرَاءِ الأَسَد. 
لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بقوله عز وجل: ﴿ ﯨ﴾ دونَ (ورَسُولِه)؟ 
جاءَ التَّعبيرُ بـ ﴿ ﯨ﴾ دُونَ (ورَسُولِه)؛ لوَجْهَيْنِ: 
الأول: أنَّ الإضافةَ إلى الضَّمِيرِ العائدِ على الله تقتضى التَّشريفَ والتَّكريمً، وهذا شأنُ الرَّسولِ عِنْدَ الله، ولكن المَقام ليس فى ذِكْرِ فَضائلِ الرَّسولِ  ولا فى بَيانِ أنَّه مُرْسَلٌ من عِنْدِ الله، وإنَّما الآيَةُ فى مَدْحِ المؤمنين. 
الثاني: أنَّ التَّعبيرَ بـ (الرَّسُولِ) مُناسِبٌ للسِّياقِ اللُّغَويِّ فى سُورَةِ آلِ عِمران؛ إذْ لَمْ تَرِد لَفْظَةُ الرَّسُولِ فى السُّورَةِ كُلِّها مُضافَةً إلى ضَميرِ الجَلالَةِ، بينما وَرَدَت هكذا بالأَلِفِ واللّامِ مَرَّاتٍ عَديدَة. 
وسبحان من هذا كلامه


[email protected]