بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فتاوى الصائمين (5).. تناول المرأة لحبوب تأخير الحيض في رمضان

بوابة الوفد الإلكترونية

في ظل حرص النساء على إتمام صيام شهر رمضان كاملاً، يكثر التساؤل حول جواز تناول حبوب تأخير الحيض لمنع تعذر الصيام بسبب الدورة الشهرية. 

وقد أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الرأي الشرعي في هذه المسألة، مؤكدًا أنه لا مانع من ذلك شرعًا، بشرط عدم وجود ضرر صحي على المرأة.

الحيض عذر شرعي يمنع الصيام

أكد لاشين أن الحيض والنفاس من الأعذار الشرعية التي تُسقط عن المرأة بعض العبادات، مثل الصيام والصلاة. فالمرأة الحائض أو النفساء يحرم عليها الصيام، ولكنها تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان، بينما تسقط عنها الصلاة ولا تلزمها قضاؤها، وذلك استنادًا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

جواز تأخير الحيض بشروط

أوضح لاشين أنه لا يوجد نص شرعي يمنع المرأة من اتخاذ وسائل مشروعة تؤخر نزول الحيض من أجل إكمال صيام رمضان، شريطة ألا يكون لذلك ضرر صحي. وأضاف أن بعض السلف كانوا يسقون نساءهم ماء الأراك أثناء الحج لمنع نزول الحيض، ولم يُنكر عليهم ذلك أحد، مما يعني أن تأخير الحيض من أجل أداء عبادة الصيام أو الحج جائز شرعًا.

ضرورة استشارة الطبيب

شدد عضو لجنة الفتوى بالأزهر على ضرورة استشارة طبيب مختص قبل تناول هذه الحبوب، للتأكد من عدم حدوث آثار جانبية قد تضر بصحة المرأة. واستند في ذلك إلى القاعدة الفقهية: "الضرر يزال"، وإلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" [رواه ابن ماجه].

الأصل في الأمور الإباحة

وأشار لاشين إلى أنه رغم عدم ورود نص صريح في القرآن أو السنة حول هذه المسألة، فإن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل على التحريم. فالكثير من القضايا الفقهية المستجدة لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن العلماء اجتهدوا فيها وفق القواعد الشرعية، بما يحقق مصلحة المسلمين دون الإخلال بأحكام الشريعة.

حرص النساء على الطاعة

اختتم لاشين فتواه بالتأكيد على أن حرص المرأة على صيام رمضان كاملاً وسؤالها عن الحكم الشرعي في ذلك أمر محمود، يعكس رغبتها في اغتنام هذه الأيام المباركة والتقرب إلى الله بالطاعات. ولكن الأهم هو مراعاة صحتها، فالشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، والله أعلم.