بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة حق

كفاية… حرام… رجعولنا رمضان 

استطلاع هلال الشهر الكريم وثبوت رؤيته وتهنئة المسلمين لبعضهم البعض كأنها اليوم تمر أيام الشهر الكريم بسرعه فائقة، كنا بالأمس نهلل "هل هلاله شهر مبارك "، قارب ثلث الشهر الفضيل أن يودعنا، ومازلنا نتحسس طريقنا في التماس الرحمات من الله عز وجل، بالعبادات والصلوات، بالإضافة إلى الطقوس الرمضانية المصرية الجميله التي تربينا عليها، كل هذا جميل وزي الفل . 

 

ولكن... لفت انتباهي كأي مصري وأنا أشاهد التلفزيون والذي يقدم وجبة دسمة من الدراما المصرية، والتى من المفترض أنها ترصد الواقع المصري، ولكنني تفاجأت بأن هذة المسلسلات جميعها لا أستثنى منها أحدا قد حوت على مشاهد مقززة ومقرفة ومتضمنة عبارات وإيحاءات لا يمكن قبولها، مصطلحات جديدة على الآذان لدرجة أشعر معها أننى أصبحت غريبا على هذا المجتمع، يا ترى إحنا عجزنا والكلام اللى بيتقال فى المسلسلات ده طبيعى وعادى وإحنا اللى غلط؟  

يا ترى إحنا اللى مش فهمين جيل اليومين دول؟  

مشاهد البلطجة التي تصور الإجرام وانعدام الرجولة والمروءة وفرض السيطرة علي أنها بطولة، وإن كانت موجودة بنسبة 1% فهي بالتأكيد ليس استثناء على القاعدة العامة لعموم الشعب المصري، الذي يتحلى بالشهامة وبالتدين وتحكمه دولة القانون والمؤسسات. 

لقد تربينا علي نهج درامي يحافظ علي القيم، نهج يؤكد الشهامة وإخلاق الأسرة المصرية . 

تربينا علي "ليالي الحلمية"، "وألف ليلة وليلة "، "لن أعيش فى جلباب أبى" "سمبل" "وونيس" والمسابقات الدينية، كل هذه الموروثات شكلت وجدان وثقافة المجتمع العربي والمصرى . 

لن يستقيم الأمر بلغة الحوار المتدنى والعبارات والمصلحات البذيئة، لن ينصلح حال المجتمع بالبلطجية وتجارة السلاح والآثار والمشاهد الخارجة عن أصولنا وقيمنا. 

من البديهات أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية هي مرآة الشعوب، ترصد وتبرز واقع المجتمعات، ولكن والله هذا ليس واقعنا ولا مجتمعنا الريفي والقروي البسيط والجميل، الذي تربي من طين هذا البلد وعاش فيه يعلم ويدرك أن كل ما نراه الآن ونشاهده دخيل على هذا المجتمع، مقحم عليه سيؤدى حتما إلى هدم القيم والأخلاق وانتشار الجريمة . 

 

دعوة أطلقها لمؤلفي الأعمال التلفزيونية وكتاب السيناريو، انزلوا إلي أرض الواقع وابحثوا عن موضوعات وروايات تعلى من قدر هذا البلد، أخطأ من يتصور أن هذه الموضوعات المبتذلة هي من سيعلي من نسب المشاهدة وزيادة الأرباح وتحقق الثراء السريع.  

ولا يتصور أن رجلا مثل حكيم باشا الذي يجسده الفنان مصطفى شعبان، لديه هذه الكمية من الآثار في بدروم بيته، خاصة أنها تتجاوز كمية الآثار الموجودة في المتحف المصري. 

لسنا في خلاف مع أحد ولكن نبحث عن رمضان الذي نعرفه نبحث عن القيم التي تربينا عليها، أرجوكم كفاية... حرام… رجعولنا رمضان الذي نعرفه بقيمه وحرمته وآدابه.  

وللحديث بقية مادام في العمر بقية. 

المحامي بالنقض  

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد