بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وسائل تحطيم الأخلاق كابوس الأسرة في عصرنا الحالى!!

الدكتورة وفاء عزالدين
الدكتورة وفاء عزالدين أحمد واعظ الأزهر فى قــنا

وسائل تحطيم الأخلاق كابوس الأسرة في عصرنا الحالى!!

يوســف الغـــزالى

(كلام صورة: الدكتورة وفاء عزالدين واعظة الأزهر بقــنا)

حذرت الدكتورة وفاء عز الدين أحمد الواعظة بمنطقة قـــنا الأزهرية؛ من خطورة العالم الرقمى المتسارع؛ وتحدياته التى يواجهها رب وربة الأسرة؛ لتأثيره المخيف فى سلوك الأبناء!!

 وقالت الواعظة بمنطقة قـــنا الأزهرية؛ لقد أصبحَ الإنترنتُ ومواقعُ التواصلِ الاجْتماعِيِّ والسوشيال ميديا؛ شُركاءَ ومنافسينَ أقوياء في عمليّةِ التًربيةِ، والتّنشِئَةِ الاجْتماعيّةِ، والثّقافيّةِ للْأبناءِ!!

وأضافت"د.وفاء"؛ وهُنا نجدُ أنَّ الأبناءَ أصبحَ لديهم انبهارٌ بالثّقافةِ الغربيّةِ؛ وتقليدٌ أعْمًىٰ لها؛ فمِنٔ خلالِ إدْمانِ البرامجِ والألعابِ الإلكترونيّةِ؛ يتدرّبُ الأبناءُ علىٰ العُنفِ والعُرِيِّ!!

كماأضافت؛ وارْتداءِ بعضِ الملابسِ الّتي يُقالُ عنها (اسْتَايِلْ)، وأيضاً تقبُّلِ الانْحرافِ ومُعايشَتِه؛ والانْخراطِ  في سلكِ أهلِهِ!!

وقالت؛ لا بد للأُمَّ أن تفطِنُ لذلك مُبكّرًا؛ فنجِدُها صديقةً لأبنائِها؛ لا تتعاملُ معهم بطريقةِ الأوامرِ والنّواهِي؛ بلْ تتحاورُ معهم وتتناقش؛ بطريقةٍ تناسبُهُم، وتتابعُهم متابعةً دقيقةً.

وقالت؛ وتَغْرِسُ فيهم المفاهيمَ الدّينيّةَ الوَسَطيّةَ الصّحِيحةَ؛  والعاداتِ والتقاليدَ والقِيَمَ؛ الّتي تحميهم منَ الأفكارِ الشّاذّةِ.

وأضافت؛ وتقدّمُ لهم خُلاصةَ تجاربِها عن طريقِ النّصائحِ؛  والتعريفِ بمخاطرِ الإنترنتِ وكيْفيّةِ الاسْتفادةِ منه بطريقةٍ صحيحةٍ؛ كما تشجّعُ أبناءَها علىٰ ممارسةِ هُواياتِهم المُفضّلةِ.

كما أضافت؛ وهذا دَوْرُ الأمِّ الّذي يجبُ أن تقومَ بهِ لحمايةِ أُسْرتِها؛  منَ التّحدّياتِ المُعاصرةِ؛ لتكوينِ أُسرةٍ آمنةٍ مستقرّةٍ ناجحةٍ.

وقالت؛ ومهما كانتِ التّحدّياتِ فبالتّوعيَةِ والدّعمِ والتّعاونِ؛ يُمكنُ للْأسر التّغلّبُ عليْها؛ وتعزيزُ الرّوابطِ الأُسريّةِ. 

وأكدت؛ أن دورِ المرأةِ فيِ المحافظةِ على الأسرةِ ضدَ التَّحدياتِ المُعاصرة أعظم الأدوار لها مدى الحياة.

وأضافت؛ تعتبرُ الأسرةُ النواةُ الأُولىٰ للمجتمع، وهيَ أوّلُ محطّةٍ تنشِيئيَّةٍ إجتماعيّةٍ للأبناءِ، وهي حَجَرُ الزاويةِ في أيِّ بناءٍ إجتماعيٍ.

ولفتت؛ بإعتبارِها نقطةُ الإرتكازِ التي ترتكزُ عليها مؤسساتُ المجتمعِ المختلفةُ.

وقالت؛ وهي مصدرُ العاداتِ والتقاليدِ والقِيَمِ وقواعدِ السلوكِ والآدابِ العآمّةِ.

 وأكدت؛ أن غرسُ هذهِ القيمِ يقعُ على عاتقِ الوالدينِ؛ بإعتبارهِما المُكوّنُ الأساسيُّ للأسرةِ.

وأضافت؛ وتتحمّلُ الأمُّ العِبءَ الأكبرَ من تربيةِ الأبناءِ؛ وإنْ كانت مهمةً صعبةً إلّا أنها تتقبّلُها بسعادةٍ بالغةٍ؛ وتبذُل قُصَارَىٰ جُهدِها في ذلك.

وقالت؛ ونتيجةً للتّقدُّمِ التكنولوجِيِّ السريعِ، والتحوُّلاتِ الإجتماعيةِ العميقةِ، والتّغيّراتِ الثّقافِيةِ المُستمرةِ في عصرِنا الحديث، هناك عدّةُ تحدّياتٍ تواجهُ الأُسرَ والأمّهاتِ تتجاوزُ تلك التي كانت معروفةً في الأزمنةِ الماضيةِ؛ أن من هذه التّحدياتِ غيابُ الأبِ عن ساحةِ التربية!!

وأضافت؛ ليس من بابِ الصدفةِ أن تطلق علي الأبِ في مجتمعِنا عبارةُ"ربِّ الأسرةِ"؛ أوْ أنْ يُشبّه بعمودِ الخَيْمةِ، الذي لا يمكنُ للخيمةِ أن تأخذَ شكلَها أوْ أنْ تستقيمَ منْ دونِه.

وأكدت؛ أن الأبُ يحتّلُ مكانةً خآصّةً؛ ويلعبُ دورًا هامًا ورئيسًا في تماسُكِ الأسرةِ وتوازُنِها.

وأضافت؛ وربّما لضيقِ الحالةِ الإقتصاديةِ للأسرةِ؛ أو الرغبةِ في تحقيقِ مستوًىٰ معيشيٍ أعلى؛ مَا يجعلُ الأبُ يسعىٰ رُبّما في أكثرِ من عملٍ ليوفّرَ إحتياجاتِ أسرَتِه.

كما أضافت؛ حيثُ يمتدُّ عملُهُ من أوّلِ ساعاتِ النّهارِ إلي آخر الليل، وقد يكونُ الغيابُ بسببٍ قهريٍّ كالموتِ أو الطلاقِ.

وقالت؛ وقد يكونُ الأبُ موجودًا بجسدِه؛ لكنّه لا يلعبُ دورًا، ولا يعملُ عملًا، ولا يقدّمُ نصيحةً؛ وهنا نجدُ عِبْءَ المسئوليةِ يُلقَىٰ علىٰ عاتقِ الأمِّ بشكلٍ ربّما كُلّيٍّ، ويتحوّلُ دَوْرُ الأمِّ منْ راعيةٍ للزّوجِ والأبناءِ فقطْ!!

وأضافت؛ لتكونَ الأمُّ متعددةَ المهامِ متابعةً لكلِّ أمورِ حياتِهم؛ بَدٰءًا منَ النواحي العلاجيةِ منذُ تطعيماتِهم بالصّغرِ؛ إلىٰ أدقِّ تفاصيلِ حياتِهم؛ وكذلك متابعةُ التّحصيلِ الدراسيِّ والتربويِّ؛ وحلُّ مشكلاتِهم ودعمُهم نفسيًا وعلميًّا؛ بالإضافة إلىٰ عملِها إذا كانتِ امرأةً عاملةً!!

كما أضافت؛ فتوازِنُ بين ذلك كلِّهِ دونَ شكوًىٰ أو تَخَلٍّ؛ وأملُها أن تصلَ بأبنائِها إلى بَرِّ الأمانِ؛ وتُكْمِلَ مسيرتَها معهم علىٰ أكملِ وجهٍ!!

وقالت؛ ولا شكَّ أن ذلك  يؤدّي إلي زيادةِ إرهاقِها نفسيًا وعصبيًا وجسديًا؛ ولحلِّ هذا الأمرِ الذي قد نجِدُهُ في معظمِ البُيوتِ؛ فلابد أن يدركَ الأبُ أهمّيةَ الفصلِ بينَ الحياةِ العَمَلِيّةِ والشّخصيّةِ مع تحديدِ الأولويّاتِ لضمانِ الحفاظِ على التّوازنِ بينَ الجانبينِ.

وأضافت؛ فنجاحُ الأبِ لا يُقاس بقدرتِهِ علىٰ تحقيقِ الأمانِ المادّيِّ فقطْ؛ بل أيضًا بقدرتِه على تلبيةِ إحتياجاتِ أسرتِهِ العاطفيةِ والإجتماعيةِ.

وأوضحت؛ أن العملُ لساعاتٍ طويلةٍ قد يحقّقُ أهدافًا مادّيّةّ؛ لكنّهُ يُضعفُ جوهرَ العلاقاتِ الأُسَريّةِ.

 وقالت؛ أنه يمكُن للأَبِ الحفاظُ علىٰ تواصُلِهِ معَ أفرادِ أُسْرَتِه إذا اضْطَرَّ للبُعدِ؛ منْ خلالِ مكالماتٍ قصيرةٍ، أو رسائلَ تطمِينِيّةٍ؛ مِمَّا يُشعرُهُم بإهتمامِهِ؛ وَوُجودِه الدّائمِ معهم.

 وتهمس الدكتورة وفاء عزالدين في أُذن كل أُم: أنتِ صاحبةُ رسالةٍ؛ وأبناؤُك وديعةٌ بين يديْكِ؛ سَتُسألينَ عنهم أمامَ اللهِ سبحانه وتعالى.

 وأضافت؛ ولهذا فلابُدَّ من الشُّعورِ بالمسؤوليةِ في تربيةِ الأبناءِ؛  وعدمِ الغفلةِ والتّساهُلِ في توجيهِهم كسلًا أوْ تسْوِيفًا أوْ لا مُبالاةٍ!!

كما أضافت؛ فالمُحاسبةُ عسيرةٌ وجهنّمُ تقولُ هلْ من مَّزيدٍ؛ ولن يُنجِيَكِ كوْنُكِ طاهيةً لطعامِهم وغاسلةً لثيابِهم؛ إذا تمَّ التّقصيرِ أوِ التّفريطُ في تربيتِهم.

وقالت؛ احتسبي أيُّها الأمُّ كلَّ جُهْدٍ تبذُلِينهُ في تربيةِ الأولادِ منٔ سَهَرٍ بالليلِ، أوْ مُعاناةٍ في التّوجيهِ والنُّصحِ المستمرِّ؛ أوْ متابعةِ الدراسةِ أوِ القيامِ بأعمالٍ منزليةٍ؛ احتسبي ذلك كلَّهُ عند اللهِ وحدَه فهو وحدَه لا يُضيعُ عنده مثقالَ ذرَّةٍ.

وأضافت؛ فلا تجعلِي للشّيطانِ عليكِ سُلطانًا إذ يقولُ لكِ: أمَا آنَ لكِ أن تستريحي؟؛ فالرّفاهيةُ والرّاحةُ ليْستْ هدفًا لمنْ تجعلُ هدَفَها الجنةَ ونعيمَها المُقيم.

وقالت؛ اجعلي لكِ غايةً وهدفًا في أبنائِك؛ واحلُمي أنٰ تُخرِّجي من  مدرسَتِكِ؛ أبطالًا يُعيدون أمجادَ الأمّةِ.

وأضافت؛ أو علماءَ متبحّرين في أمورِ الدين والدنيا، أو مبتكرين كلَّ مُباحٍ؛ يُسهّلُ علي النّاس شُؤونَ حياتِهم؛ ونافعين لدينِهم وأوطانِهم.