بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عصر الجناح الوهمي: عودة نظام الظهير الجناح في الدوري الإنجليزي

بوابة الوفد الإلكترونية

يشهد الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز عودة قوية لدور الظهير الجناح، حيث أصبح هذا المركز أكثر أهمية في خطط العديد من الفرق، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على أنظمة الدفاع بثلاثة لاعبين. من أبرز الأمثلة على ذلك تألق الكولومبي دانيال مونيوز، الذي تحول إلى أحد أبرز أظهرة الجناح في الدوري رغم أنه لم يسبق له اللعب في هذا المركز من قبل.


 إقرأ أيضاً..

دانيال مونيوز: من جناح هجومي إلى ظهير متكامل


 

بدأ مونيوز مسيرته كلاعب جناح قبل أن يتحول إلى الظهير الأيمن، حيث أظهر قدراته الهجومية بشكل واضح خلال فترة لعبه مع ناثيونال الكولومبي ثم جينك البلجيكي، حيث سجل 11 هدفًا في موسمه الأخير هناك. ولكن تحت قيادة المدرب أوليفر غلاسنر في كريستال بالاس، تطورت أدواره ليصبح ظهير جناح هجومي من الطراز الرفيع.


 

يعتمد مونيوز على أسلوب لعب ديناميكي يجمع بين القوة الدفاعية والقدرة على التقدم الهجومي، حيث سجل معدلًا مرتفعًا في الفوز بالالتحامات الدفاعية، بالإضافة إلى مساهمته الهجومية التي جعلته يتفوق على أسماء بارزة مثل سافينيو، داروين نونيز، أماد ديالو، ومارتن أوديغارد في عدد الفرص المتوقعة (xG).


 

الظهير الجناح: سلاح هجومي جديد؟


 

التغير الملحوظ في أدوار الأظهرة لا يقتصر على مونيوز، بل يمتد إلى لاعبين آخرين مثل ريان آيت-نوري في ولفرهامبتون، ويوشكو غفارديول في مانشستر سيتي، حيث أصبح الظهير الجناح جزءًا أساسيًا من الهجوم بدلاً من مجرد لاعب يغطي المساحات الدفاعية.


 

إحصائيًا، نجد أن العديد من المدافعين باتوا يشكلون تهديدًا هجوميًا حقيقيًا:

• أنتوني روبنسون (فولهام) يأتي في المركز الثاني بعد محمد صلاح في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف.

• ليف ديفيس (إبسويتش) صنع ثلث فرص فريقه خلال الموسم الحالي.

• آيت-نوري يمتلك ثالث أعلى معدل فرص متوقعة (xG) في ولفرهامبتون.


 

الفرق التي تبنت نظام الأظهرة الهجومية


 

بحسب الإحصاءات، فإن حوالي 14 فريقًا في البريميرليغ استخدموا نظام الدفاع الثلاثي خلال الموسم الحالي، لكن فقط ستة فرق تبنّته بشكل دائم وهي كريستال بالاس، وست هام، ساوثهامبتون، إبسويتش، ولفرهامبتون، ومانشستر يونايتد. الملفت للنظر أن جميع هذه الفرق تحتل مراكز في النصف السفلي من جدول الترتيب، ما يعكس طبيعة هذا الأسلوب الذي يناسب الفرق التي تعتمد على امتصاص الضغط والهجمات المرتدة بدلًا من السيطرة والاستحواذ.


 

هل ينجح النظام مع الفرق الكبرى؟


 

التحدي الرئيسي لنظام الأظهرة الجناح هو مدى نجاحه مع الفرق الكبيرة التي تسعى للسيطرة على المباريات بدلًا من الدفاع والارتداد السريع. في مانشستر يونايتد، يحاول المدرب روبين أموريم تطبيق هذه الفلسفة لكنه لم يستقر بعد على تشكيلة مثالية، حيث استخدم عددًا من اللاعبين في هذا المركز مثل ديالو، نصير مزراوي، باتريك دورغو، تايرل مالاسيا، وأنتوني.


 

ورغم التشكيك في جدوى هذا النظام على المدى الطويل، فإن الفرق الأوروبية الكبرى مثل باير ليفركوزن، إنتر ميلان، وأتالانتا أثبتت أنه يمكن تحقيق النجاح باستخدام الأظهرة الجناح الهجومية. وهذا ما يجعل التكهن بمستقبل هذا النهج محل جدل بين المحللين والمدربين.


 

في النهاية، ما يمكن استخلاصه من هذا التطور هو أن الأظهرة لم تعد مجرد مدافعين تقليديين، بل أصبحوا جزءًا أساسيًا من المنظومة الهجومية. ومع استمرار الفرق في البحث عن طرق جديدة لتعزيز قدراتها الهجومية، قد يكون موسم 2024-2025 بالفعل هو عام عودة الأظهرة الجناح بقوة إلى كرة القدم الحديثة.