بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فضل قيام الليل في رمضان وبيان سُنَّته وعدد ركعاته

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، أن قيام الليل في شهر رمضان من العبادات العظيمة التي ينبغي الحرص عليها، حيث يُعدُّ مشروعًا طوال الليل.

 واستدل بحديث النبي ﷺ: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"، وهو ما رواه الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه، مما يدل على عِظم الأجر لمن يؤدي صلاة التراويح كاملة مع الإمام.

التهجد في ليالي رمضان 

وأشار إلى أن النبي ﷺ كان يُكثر من التهجُّد في ليالي رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، حيث كان يحيي الليل كله بالصلاة والذكر والدعاء. وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي ﷺ في رمضان فقالت: "كان النبي ﷺ لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا"، وهو ما يدل على مشروعية قيام رمضان مع الصيام، حيث إن الصيام فرضٌ وركنٌ من أركان الإسلام، أما القيام فهو سنة مستحبة، لها فضل عظيم.

 قيام الليل في رمضان

وأضاف لاشين أن قيام الليل في رمضان ليس له عدد محدد من الركعات، فقد كان النبي ﷺ يصلي غالبًا إحدى عشرة ركعة، وأحيانًا ثلاث عشرة، وفي بعض الأحيان كان يصلي تسعًا أو سبعًا أو خمسًا، وربما أوتر بثلاث ركعات، مما يدل على التوسعة في هذه العبادة، حيث قال النبي ﷺ: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى"، أي أن الأمر فيه سَعة، فمن صلى إحدى عشرة، أو عشرين، أو أكثر من ذلك وختم صلاته بالوتر فقد أصاب السنة، لكن الأفضل الاقتداء بالنبي ﷺ في عدد الركعات مع الحرص على الخشوع والطمأنينة في الصلاة.

 صلاة التراويح 

وفي هذا السياق، حذَّر أستاذ الفقه بجامعة الأزهر من أداء صلاة التراويح بطريقة سريعة تُذهب الخشوع وتفقد الصلاة روحها، مشددًا على أن الصلاة التي لا يعقلها المصلي ولا يطمئن فيها تكون باطلة، سواء كانت نافلة أو فريضة. وأوضح أن المشروع للمسلمين هو العناية بالخشوع في الصلاة، والإقبال عليها بالقلب والجوارح، والبعد عن العجلة والنقر، لأن ذلك يبطل الصلاة.

 

كيف يصون المسلم صيامه عن المحرمات

كما شدد على ضرورة أن يصون المسلم صيامه عن المحرمات، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، مما يؤكد أن الغاية من الصيام ليست فقط الامتناع عن الطعام والشراب، بل التقرُّب إلى الله بالطاعات، وصيانة الجوارح عن المعاصي.

وفي الختام، أوصى المسلمين بالإكثار من الطاعات والعبادات في هذا الشهر المبارك، وصيانة الصيام عن كل ما يُنقص أجره، والاجتهاد في قيام الليل، مؤكدًا أن الأفضل أن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينصرف، سواء صلى إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو عشرين ركعة، استنادًا لحديث النبي ﷺ: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"، وهو فضل عظيم ينبغي للمسلم الحرص عليه، وعدم تضييع هذه الفرصة المباركة.