برلماني روسي يحذر ترامب: لا تتحدث مع روسيا من موقع قوة

حذر نائب مجلس الدوما الروسي يوري نيستيرينكو، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من محاولة التحدث مع روسيا من موقع قوة، مؤكدا أن مثل هذه المحاولات عقيمة وغير مجدية.
وقال نيستيرينكو في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية، إن تهديدات ترامب بفرض عقوبات جديدة على موسكو لن تحقق أي نتائج، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي نفسه كان قد أيد في السابق رفع العقوبات عن روسيا.
وفي السياق ذاته، اعتبر عالم السياسة وعضو مجلس إدارة الجمعية الروسية للعلوم السياسية فلاديمير شابوفالوف أن التصريحات الأمريكية بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا تأتي في إطار سياسة العصا والجزرة التي ينتهجها ترامب في التعامل مع موسكو.
وكان مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، كيفن هاسيت، قد كشف في وقت سابق عن أن الإدارة الأمريكية تدرس فرض مجموعة واسعة من العقوبات والتعريفات الجمركية على روسيا.
وفي تطور آخر، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلا من روسيا وأوكرانيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام، محذرا من أن الوقت قد ينفد.
وكتب ترامب في منشور على منصته "ترو سوشيال" قائلا: "استنادا إلى حقيقة أن روسيا تسحق أوكرانيا تماما في ساحة المعركة الآن، أفكر بقوة في العقوبات المصرفية، والعقوبات والتعريفات الجمركية واسعة النطاق على روسيا حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاقية التسوية النهائية بشأن السلام".
من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي لأوكرانيا، كيث كيلوغ، أن الولايات المتحدة وروسيا بحاجة إلى إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن عزل روسيا لم يعد استراتيجية ناجعة.
وفي تصريحات خلال اجتماع لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، قال كيلوغ: "استمرار العزل وعدم التفاعل مع الروس في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا لم يعد استراتيجية قابلة للاستمرار أو مستدامة، وبالتأكيد ليس نهجا دبلوماسيا مسؤولا".
على الجانب الروسي، شدد الرئيس فلاديمير بوتين على أن العملية العسكرية في أوكرانيا كانت إجراءً قسريًا، وأن بلاده لم تُترك لها أي فرصة أخرى بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة.
وأوضح بوتين أن روسيا حاولت على مدار 30 عامًا التفاوض مع حلف الناتو بشأن الأمن في أوروبا، لكنها لم تتلق سوى الخداع والضغوط والابتزاز، بينما واصل الحلف توسيعه نحو الحدود الروسية، رغم تحذيرات موسكو المتكررة.
ويشهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في التوتر بين روسيا وأمريكا، في ظل صراع جيوسياسي يشتد على عدة جبهات، أبرزها أوكرانيا، الأمن السيبراني، سباق التسلح، والطموحات الاستراتيجية لكل من الطرفين، ورغم محاولات التهدئة بين الحين والآخر، فإن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مزيد من التعقيد، مما يُثير مخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة أو حرب باردة جديدة.
وتُعد حرب أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022 أحد أبرز أسباب التصعيد بين موسكو وواشنطن. دعمت أمريكا وحلفاؤها كييف بالسلاح والمساعدات العسكرية، مما زاد من تعقيد الأزمة وأدى إلى فرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، وفي المقابل تصر موسكو على أن تدخلها كان لحماية أمنها القومي ومنع تمدد الناتو شرقًا.
العقوبات الاقتصادية والحرب التجاري.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات قاسية على روسيا، استهدفت القطاع المالي، الطاقة، الصناعات الدفاعية، مما أثر على الاقتصاد الروسي، لكنه لم يردع موسكو عن مواصلة استراتيجياتها. وردت روسيا بإجراءات مضادة، بما في ذلك تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين والهند.
ويواصل الطرفان تعزيز ترسانتهما النووية والعسكرية، حيث انسحبت واشنطن سابقًا من معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (INF)، فيما تهدد موسكو باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية إذا تعرضت مصالحها الاستراتيجية للخطر.
الهجمات السيبرانية وحرب المعلومات
تتهم أمريكا روسيا بتنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية والشركات الكبرى، والتدخل في الانتخابات الأمريكية، بينما تنفي موسكو هذه الاتهامات وتتهم واشنطن بشن حروب إعلامية تهدف إلى تقويض استقرارها الداخلي.
التنافس في الشرق الأوسط وآسيا
وتدور بين الطرفين منافسة شرسة في مناطق مثل الشرق الأوسط، القوقاز، إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها من خلال التحالفات العسكرية والتعاون الاقتصادي، فيما تعمل أمريكا على احتواء النفوذ الروسي عبر دعم الأنظمة الحليفة وعقد الاتفاقيات العسكرية.