بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وزير الأوقاف يفتتح مسجد آل منصور في أكتوبر الجديدة

مسجد آل منصور في
مسجد آل منصور في أكتوبر الجديدة

افتتح الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة ٧ من مارس ٢٠٢٥م، مسجد آل منصور في منطقة باديا بمدينة أكتوبر الجديدة.

جاء ذلك بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني؛ والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة؛ والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية السابق؛ والمهندس محمد شاكر، وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق؛ والدكتور السيد مسعد، مدير مديرية أوقاف الجيزة، إلى جانب عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية والدعوية بالمحافظة.

شهر رمضان المبارك يسهم في تشكيل الهوية الإسلامية

وخلال الفعالية، ألقى الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة تحت عنوان "تعزيز الهوية ودورها في صناعة الحضارة". وأوضح أن شهر رمضان المبارك يسهم في تشكيل الهوية الإسلامية، خاصة عند المصريين الذين يستقبلونه بمظاهر الفرح والبهجة، تعظيمًا لقدومه وحرصًا على أداء فريضته. كما أشار إلى فضل هذا الشهر العظيم في رفع الدرجات، ومحو الخطايا والسيئات، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "ومَنْ تَقربَ فيه بِخصلَةٍ، كان كَمَنْ أدَّى فرِيضةً فِيما سِواهُ، ومَنْ أدَّى فرِيضةً فيه كان كمنْ أدَّى سبعين فرِيضةً فِيما سِواهُ".

كما تناول فضائل بناء المساجد وعمارتها، مؤكدًا أنها كانت عبر التاريخ مراكز إشعاع حضاري، ومنطلقًا للعلم والدعوة، مستشهدًا بحديث سيدنا النبي ﷺ: "من بَنى مسجدًا للهِ ولَو كمَفحَصِ قَطاةٍ أو أصغرَ، بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ".

وفي ختام الخطبة، دعا الله أن يتقبل هذا العمل الطيب، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، وأن يعيد المسجد الأقصى إلى المسلمين، مؤكدًا أن عمارة بيوت الله من أعظم القربات التي يثاب عليها العبد.

وعلى صعيد اخر، تؤكد وزارة الأوقاف المصرية، بمناسبة مرور ١٠٨٥ عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، الذي يوافق السابع من رمضان، أن هذا الصرح العريق سيظل منارةً شامخةً للعلم، وقلعةً حصينةً تحفظ الإسلام والشريعة، وتنهض بعلوم الدين واللغة العربية. فمنذ أكثر من عشرة قرون، ظل الأزهر ثابتًا في أداء رسالته، ناشرًا الفكر الوسطي المستنير، ومقدمًا نموذجًا فريدًا في الجمع بين الأصالة والتجديد؛ ما جعله أحد أهم المؤسسات الدينية والعلمية في العالم الإسلامي.

وفي هذه المناسبة، أكد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن "الأزهر الشريف كان ولا يزال صمام أمانٍ للأمة الإسلامية، ومرجعًا علميًّا رصينًا يحمل لواء الاعتدال، وملاذًا لطلاب العلم من شتى بقاع الأرض، ومنارةً تنشر نور الإسلام الصحيح إلى العالم أجمع. ففيه تخرجت أجيال حملت علوم الدين واللغة إلى أصقاع الأرض، وأسهمت في ترسيخ الفكر الوسطي المستنير".

وأشار معاليه إلى أن "دور الأزهر لم يقتصر على التعليم والتدريس، بل كان ولا يزال حصنًا منيعًا أمام محاولات التغريب والتشكيك، وركيزة أساسية في بناء الوعي الإسلامي وترسيخ معاني الاعتدال والتسامح. وقد ظل علماؤه في مقدمة الصفوف، يدافعون عن قضايا الأمة، ويصونون تراثها العلمي والديني".

وفي هذا السياق، شدد الدكتور أسامة الأزهري على أهمية توحيد الجهود بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية ونقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية، باصطفاف الجميع على قلب رجل واحد خلف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لنكون جميعا في خدمة ديننا ووطننا وأمتنا العربية والإسلامية والبشرية كلها، مؤكدًا أن "التعاون بين هذه المؤسسات الثلاث يُعزّز نشر الفكر المستنير، ويُسهم في ترسيخ معاني الوسطية، والتصدي للفكر المتطرف، ودحض الشبهات، بما يخدم الإسلام الصحيح، ويحفظ هوية الأمة". كما أشار إلى أن هذا النهج التكاملي كان من أولويات معاليه فور توليه الوزارة، إيمانًا بأن وحدة الصف العلمي والدعوي تمثل درعًا حصينًا أمام التحديات الفكرية المعاصرة.

الأزهري يوضح أن الأزهر لم يقتصر تأثيره على مصر، بل امتدت أنواره إلى العالم

وانطلاقًا من هذا الدور العالمي، أوضح الدكتور أسامة الأزهري أن الأزهر لم يقتصر تأثيره على مصر، بل امتدت أنواره إلى العالم أجمع، مشيرًا إلى أن "هذا الدور التاريخي وثّقته كتب العلم والتاريخ، ومنها كتاب جمهرة علماء الأزهر الشريف، الذي تشرفتُ بتأليفه بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. فهو عمل موسوعي يوثق سير أعلام الأزهر خلال الـ ١٤٠ عامًا الأخيرة، ممن نهلوا من علومه، ثم عادوا إلى أوطانهم ليقودوا مسيرة الإصلاح، ويحافظوا على هويتهم الدينية واللغوية، ويواصلوا نشر الفكر الوسطي المستنير".

وأضاف سيادته أن "المكانة العظيمة التي يتمتع بها الأزهر تضع على عاتقه مسئولية كبرى في العصر الحديث، إذ يواصل ريادته في نشر قيم الوسطية، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش، وترسيخ روح الوحدة الوطنية".

وفي ظل التحديات الفكرية المعاصرة، يواصل الأزهر جهوده في تفنيد الشبهات، والتصدي للفكر المتطرف، وترسيخ منهج الاعتدال من خلال برامجه التعليمية والدعوية، ودوره في تدريب الأئمة والدعاة، وإطلاق المبادرات الفكرية التي تهدف إلى نشر ثقافة التعايش السلمي؛ ما يؤكد أن الأزهر ليس مجرد مؤسسة عريقة، بل قوة دافعة لمستقبل الإسلام الوسطي في العالم.


واختُتِم بيان وزارة الأوقاف باستمرار التعاون بين المؤسسات الدينية واصطفافها جميعا خلف الأزهر الشريف، في نشر الفكر المستنير، والتصدي للأفكار المتطرفة، وتعزيز الوعي الديني الصحيح، سائلين الله –تعالى– أن يحفظ الأزهر وعلماءه وطلابه، وأن يوفق الجميع لخدمة الدين والوطن بالحكمة والموعظة الحسنة.