دراسة تكشف ارتباط نوع من العلاج بزيادة الإصابة بمرض الزهايمر لدى النساء

الزهايمر .. كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة "Science Advances" أن النساء فوق سن السبعين اللاتي تناولن العلاج الهرموني في مرحلة انقطاع الطمث أكثر عرضة لتراكم بروتين "تاو" في أدمغتهن، وهو البروتين المرتبط بمرض الزهايمر.
وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، تثير هذه النتيجة القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدام العلاج الهرموني، خاصة وأن الطلب على هذا العلاج في تزايد مع تقدم النساء في السن لمساعدتهن على مواجهة أعراض انقطاع الطمث.
أشارت راشيل باكلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، إلى أن ربع النساء فوق سن السبعين قد استخدمن العلاج الهرموني في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وهن الآن في مرحلة حياتية حرجة، حيث يزداد لديهن خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي دراستها، قارنت الباحثة بين 73 امرأة استخدمن العلاج الهرموني لمدة 14 عامًا بشكل متوسط، و73 أخرى لم يتناولن العلاج، حيث تم تصوير أدمغتهن باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للكشف عن تراكم بروتينات الأميلويد وتاوي في أدمغتهن.
بروتين تاو المسؤول عن الزهايمر
أظهرت النتائج أن النساء اللاتي تناولن العلاج الهرموني قد أظهرن تراكمًا أسرع لبروتين "تاو" في مناطق من الدماغ ترتبط بالذاكرة والإدراك الزمني، وهي مناطق تعرف بأنها أكثر عرضة للتدهور المعرفي في مرض الزهايمر. من بين هذه المناطق، كانت القشرة الشمية الداخلية والتلافيف المغزلية، اللتان تلعبان دورًا كبيرًا في الذاكرة وإدراك الوجوه.
وجد الباحثون أن العلاج الهرموني يمكن أن يؤثر على التدهور الإدراكي بشكل غير مباشر من خلال زيادة تراكم بروتين "تاو"، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض الزهايمر حتى بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على استخدام العلاج.
وفي المقابل، لم تظهر النساء الأصغر سنًا، أي تحت سن السبعين، نفس الارتباط بين العلاج الهرموني وتراكم بروتين "تاو"، مما يشير إلى أن التأثيرات قد تكون أكثر وضوحًا لدى النساء الأكبر سنًا.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تفتح الباب لمراجعة إرشادات العلاج الهرموني في مرحلة انقطاع الطمث، وتحث على ضرورة فهم أعمق للتأثيرات طويلة الأمد على الصحة الإدراكية للنساء.
وفي الوقت نفسه، يأملون أن تساعد هذه الاكتشافات في توفير إرشادات أفضل للنساء اللاتي يواجهن خطر الإصابة بمرض الزهايمر في مراحل متقدمة من العمر.