توحّد العرب بقيادة مصر.. على كلمة الحق
اجتمعت الأمة العربية وتوحّدت كلمتهم، على رأياً واحداً الكل أجمع واتفق عليه، بقولهم نعم لإعادة إعمار غزة دون تهجير لأهلها، وقد بدأ «الرئيس السيسى» ديباجة كَلِماتُه ومقدمته الفاتحة، متحدّثا بالحق قَوْلًا وعملاً وعقيدة إيمانية ووطنية راسخة، يسير على نهج الحق والولاء والإخلاص لوطنه ولأمته، أثناء ترأسه لأعمال القمة العربية غير العادية التى عُقِّدْت الثلاثاء، فى العاصمة الإدارية الجديدة بناءً على طلب من دولة فلسطين، حيث أوتيت جوامع كلامات حديثه الشاملة والمعبرة بلهجته الوطنية المعهودة، ومبادئه السامية الإنسانية والأخلاقية العظيمة، التى يرسم لها طريق النضال والجهاد، وتسود فيها شريعة العدل والحق والسلام، وأن يتحقق التعايش السلمى بين الشعوب ونبذ التعصب والتفرقة والحقد والكراهية بينهم، ومقاومة الظلم والشر والإرهاب، وعدم العدوان على حقوق الآخرين، وهذا المبدأ ما تكرسه مصر وتتمسك به وتريد تحقيقه للشعب الفلسطينى، بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وجعل غزة عامرة بأهلها، دون الابتزاز التهديدى من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى، بأخذ أرضها قَهْرًا وقسْرا وظلمًا وعنوةً، أو التلويح باستئناف استخدام غطرسة القوة أو تجويعًا لأهلها، وهذا ما تقصده إسرائيل وتسانده دول متحالفة معها، وهذه الأساليب من الابتزاز تتنافى مع مفاهيم العدالة، وتتعارض مع مبادئ الأخلاق والحق وعدم التحيز، وبالتالى تتحقق رغبات أنانية أمريكا وإسرائيل، فى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه دون أى التفات عن حقه فى تقرير مصيره، وهم أصحاب الحق وسكان الأرض الأصليين.
وقد استطاعوا الأهالى فى غزة، أن يعيشون فى صُّمودِ وثَّباتِ وتحمل، من الفزع والجحيم الذى ذاقوه من جرائم ووحشية مجازر الإبادة الجماعية، وسط غمار خضم الحرب وقسوتها، التى شنتها عليهم قوات جيش الاحتلال على مدار خمسة عشر شهرا، ولم يرتدون تَقَهْقُرًا إلى الوراء خَوْفًا أو هَرَبًا، من تَوَهُّجُ جحيم نيرانهم المتأججة، بل صنعت منهم رجالاً ضرَب بهم أروعَ الأمثلة فى البطولة والفداء والمقاومة، والصبر والمثابرة، وتحمل الأهوال والمحن والشدائد والكروب من أجل تمسكهم بوطنهم، واستطاعوا أن يتخذوا لِّأَنفُسِهِمْ من أكوام الأنقاض والركام داراً وسَكَنًا، ومن تراب أرضه الذى ارتوى بدماء شهداء أبناءه وَطْنًا مَقْدِسَا.
ويتحدث «سيادة الرئيس» عن حق الشعب الفلسطينى فى وطنهم الأول (الوطَن الأصليّ) الذى يعيشون على أرضه وليس لهم وَطَنَّا بْدِيلًا غيره، تتحرك فيهم شعورهم الوطنية نحوه، حيث تصدت مصر بكل قوة لمخطط التهجير القسرى للشعب الفلسطينى خارج وطنه، لأنه ظلم نسعى لرفعه عنهم ولم ولن نشارك فيه أبدا، لأننا نقدر حجم خطر ذلك على الأمن والسلام الدوليين، وما يُثِيره من مشاكل أشد خطورة وأكثر تعقيدًا أمام المجتمع الدولى، لأنها مسألة خطيرة أثارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتمسك بها الجانب الإسرائيلي، ولكن نَحْنُ والفلسطينيين أنفسهم، ويجمعنا فى هذا الرأى دول العالم المحبة للسلام رفضناه رَفَضًا باتّاً مُطْلَقَا.. ويدعو سيادته الى السلام والحفاظ عليه، وأن يكون حل المشاكل وعلاجها بطريق التفاوض والحلول الدبلوماسية، دون اللجوء إلى استخدام العنف لأنه ليس عِلاجًا للحلول فى التفاوض، مهما أوتى المعتدى الباغى من قوة، فيجب بألا تلجأ إسرائيل إلى التهديد باستخدامها، أو استعمالها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل لإجباره على ترك أرضه ووطنه، وأن تتخلى عن سياستها الاستعمارية والعدوانية ضد العرب، وأن تجنح إلى السلم وَضَرَبَ فى ذلك مَثَلًا ونَمُوذَجًا يحتذى به.. لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام ١٩٧٩، برعاية أمريكا والتى يجب على الأخيرة أيضا تحت قيادة الرئيس «ترامب»، أن تضع حداً لهذه الفوضى والاضطرابات والتوترات العدائية فى المنطقة من الجانب الإسرائيلى، ولعل من أهم المخرجات والمبادئ التى من أجلها انعقدت القمة، والتى قررتها بخصوص الشأن الفلسطيني، هو معارضة الأمة العربية بالإجماع خطة التهجير القسرى أو ترحيل الأهالى من قطاع غزة ولا يمكن التسليم به، وانصب اهتمامها الأساسى أيضا على إعادة إعمارها فى ظل وجود أهلها فيها.. وللحديث بقية.