كلام_X_الرياضة
ذكريات رمضان الرياضية
بالفعل، رمضان له طابع خاص من الذكريات الرياضية، وخاصة لعب الكرة الشراب فى الشارع، والتى كانت جزءًا أساسيًا من طفولة الكثيرين فى الشوارع والحارات، كانت مباريات الكرة الشراب تمتد حتى وقت السحور فى أجواء مليئة بالحماس والتحدى، حيث كان اللاعبون يصنعون مهاراتهم وسط الإضاءة الخافتة والتشجيع العفوى من الأصدقاء والجيران.
كانت تلك الأيام مليئة بالحماس والمتعة فقد كان اللعب فى الشارع قبل الإفطار تحديًا خاصًا، حيث تتطلب المباريات مجهودًا بدنيًا كبيرًا رغم الصيام، لكن الحماس كان يعوض التعب، كان الشارع بمثابة ملعب حقيقى، تُرسم فيه الخطوط بالحجارة أو الطباشير، وتتحول الجدران إلى مرمى، أما الكرة الشراب فكانت الخيار المثالى لأنها لا تكسر النوافذ ولا تسبب مشاكل مع الجيران، وكانت المباريات تصل إلى ذروتها، ومع اقتراب أذان المغرب فتبدأ «المفاوضات» لإنهاء المباراة أو لعب آخر هجمة قبل العودة إلى المنازل، وبعد الإفطار، يعود البعض للعب تحت أضواء الأعمدة، بينما ينصرف آخرون، لقد كانت الكرة الشراب منبعا يتدفق منها النجوم للاندية.
تغير الزمن وتغيرت العادات والأنشطة التى كنا نعيشها بحب وشغف، الشوارع لم تعد كما كانت، والكرة الشراب أصبحت نادرة، لكن الذكريات تبقى دائمًا جميلة وتحمل روح الطفولة التى لا تنسى، وربما لم يعد هناك لعب فى الشوارع، لكن أجواء رمضان ما زالت تجمع الناس بطرق مختلفة،
إنها ذكريات من الاحترام، الود، الحب، والصداقة الصادقة التى كانت تجمع الجميع دون أى اعتبارات سوى الاستمتاع باللعب، والأحاديث عنها تستمر حتى اليوم، والذكريات التى صنعناها فى تلك الشوارع ما زالت محفورة فى قلوبنا، رمضان لم يكن مجرد شهر للصيام، بل كان موسمًا للفرح والتواصل الحقيقى بين الأصدقاء والجيران.
أما الحدث الأبرز فى رمضان هذا العام هو ظهور النجم محمد أبو تريكة فى الإعلان الترويجى لاستاد النادى الأهلى الجديد لأول مرة منذ ٢٠١٦، مما أثار تفاعلاً واسعًا على كلٌ المستويات فمنهم من انتقد بشدة ظهوره! وهم فى الغالب من بعض الفئات الغير أهلاوية أو من صدق الاتهامات فى حق الرجل.. وبعضهم من يلبسون قميص الوطنية الزائف.
يأتى ظهور أبو تريكة فى هذا الإعلان كتكريم لمسيرته الحافلة ومساهماته الكبيرة فى تاريخ النادى، ورغم وجوده على قوائم الإرهاب سابقًا، إلا أنه لم تصدر ضده أى أحكام قضائية، وظهوره فى الإعلان لا يتعارض مع القانون، وتم الموافقة عليه أمنياً ونجح الإعلان شعبياً.
هذا الظهور يُعد الأول لأبو تريكة فى فعالية رسمية تخص النادى منذ عام 2016، مما يعكس ارتباطه الوثيق بالكيان الأحمر وجماهيره، وقد أثار هذا الحدث ردود فعل متباينة؛ ورغم إن الإعلامى عمرو أديب عبر عن استيائه من ظهور لاعبين آخرين فى الإعلان بجانب أبوتريكة، معتبرًا أنه النجم الأبرز الذى يستحق الظهور منفردًا، وتغزل الملياردير نجيب ساويرس فى اخلاق اللاعب وتوزيعه مليون جنيه الممنوحة له من إحدى شركاته وكذلك فعل العديد من صفوة المجتمع.
بشكل عام، يُعتبر ظهور «تريكة» فى هذا التوقيت خطوة ليتم التبرئة ويعود لبلده وأهله، ومن ناحية أخرى لتعزيز الروح المعنوية لجماهير النادى الأهلى وتأكيدًا على قيم الوفاء والتقدير لنجوم النادى السابقين.
أما عن محمد أبو تريكة نفسهً فهو يُعتبر من أبرز أساطير النادى الأهلى والكرة المصرية، وشارك فى العديد من الإنجازات مع الفريق والمنتخب الوطنى.