بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أوقاف الفيوم تنظم فعاليات الملتقى الفكري بمسجد ناصر الكبير 

جانب من الندوة
جانب من الندوة

عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، الملتقى الفكري بمسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم، ضمن فعاليات الليلة السادسة من شهر رمضان.

جاء ذلك تحت عنوان: " نماذج التعايش السلمي في العصر النبوي وأثرها في بناء الإنسان"، والذي تنظمه مديرية أوقاف الفيوم، وسط أجواءٍ روحانية مفعمة بالإيمان. 

يأتي هذا في إطار توجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ طه علي محمد، مسؤول المساجد بالمديرية، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح، إمام المسجد، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل.

العلماء: التعايش السلمي ضرورة حياتية لا يستغني عنها الناس في أي زمان ومكان

وخلال اللقاء أكد العلماء، أن التعايش السلمي ضرورة حياتية لا يستغني عنها الناس في أي زمان ومكان، فقد شاء الله أن تكون التعددية من السنن الثابتة، وقد أراد الله تعالى أن تتعدد الأديان وأن يتعايش الناس في سلام، وهذا أمر ينبغي استيعابه حتى ينعم الإنسان بالأمن والاستقرار بعيداً عن ثقافة الكراهية والتعصب والتطرف التي تحمل بعض الفئات على التزوير باسم الدين فيلجأ المتطرفون والتكفيريون إلى القتل والتفجير والحرق من خلال الاستدلال بالنصوص الشرعية زورًا وبهتانًا.

وأشار العلماء إلى أن أصحاب رسول الله ﷺ فهموا هذا الدين، وأدركوا اهتمامه واحترامه لإنسانية الإنسان فلم يُنقل إلينا أن أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ اعتدى على كنيسة أو أوصى بذلك، أو حرض على قتل غير المسلمين سواء كانوا من أهل الكتاب أم من غيرهم، بل إن من أهم ما يتميز به الإسلام هو: احترام إنسانية الإنسان، لأن الله تعالى هو الذي خلقه وأرسل الرسل لهدايته وبيان دوره في إعمار الكون ودعم السلام والاستقرار والرحمة والمحبة.   

وفي الختام أوضح العلماء، أن النبي ﷺ كان يحضر ولائم أهل الكتاب، ويغشى مجالسهم ويواسيهم في مصائبهم، ويعاملهم بكل أنواع المعاملات التي يتبادلها المجتمعون في مجتمع يحكمه قانون واحد، فقد كان يقترض منهم نقودًا ويرهنهم متاعًا، ولم يكن ذلك عجزًا من أصحابه عن إقراضه، فإن بعضهم كان ثريًا، وكلهم يتلهف على أن يقرض رسول الله، بل كان يفعل ذلك تعليمًا للأمة، وتثبيتًا عملياً لما يدعو إليه من سلام ووئام، وتدليلاً على أن الإسلام لا يقطع علاقات المسلمين مع مواطنيه من غير دينهم، وكان عمر بن الخطاب بالشام، وقد حانت الصلاة وهو في كنيسة القيامة، فطلب البطريق من عمر أن يصلي بها، وهَمَّ عمر أن يفعل، ثم اعتذر بأنه يخشى أن يصلي بالكنيسة فيدعى المسلمون فيما بعد أنها مسجد لهم، فيأخذوها من النصارى.

إن هذه ليست سماحة فحسب، وإنما هي سماحة مضاعفة تتخطى الحاضر إلى المستقبل، سماحة مضاعفة تنبع من نفس طاهرة،وتعتمد على بصيرة نافذة بعيدة المرمى، سماحة مضاعفة لأن صاحبها لا يعتمد على سماحته وحده، ولا على تحلله من التبعة وحده، إنما يريد ممن يجيئون بعده طال الزمن أو قصر أن يكونوا سمحاء مثله.