تعافي الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية.. بداية النهاية للثقب؟
قبل 4 عقود، أحدث اكتشاف "ثقب" في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية صدمة علمية، حيث بدأ العلماء في تحذير العالم من المخاطر البيئية التي قد تهدد الحياة على كوكب الأرض.
وتعد هذه الطبقة، التي تعمل كحاجز طبيعي ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة، من أهم عناصر حماية البيئة حيث تحمي الكائنات الحية من الأمراض مثل سرطان الجلد وإعتام عدسة العين، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على النباتات والحياة البحرية.
ومع ذلك، في تحول غير متوقع، كشفت الدراسات الحديثة أن ثقب الأوزون بدأ في التعافي.
وفي دراسة جديدة نشرتها مجلة "نيتشر"، أكد الخبراء أن الثقب في طبقة الأوزون يظهر علامات تحسن ملحوظة، وهو ما يُعد تحولًا "مذهلًا" بعد عقود من التدهور المستمر وإذا استمر هذا الاتجاه، قد يكون هناك احتمال لأن يُغلق الثقب بشكل دائم في المستقبل القريب، مما يعد إنجازًا بيئيًا كبيرًا.
وكما قالت الدكتورة سوزان سولومون، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "لدينا الآن الأدلة الإحصائية التي تؤكد أن هذا التحسن يعود بشكل أساسي إلى انخفاض استخدام المواد المستنفدة للأوزون".
أسرار تعافي طبقة الأوزون
وتتعلق العوامل الرئيسية وراء هذا التعافي بالتزام المجتمع الدولي باتفاقية بروتوكول مونتريال لعام 1987، التي فرضت قيودًا صارمة على استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، وهي المواد الكيميائية المسؤولة عن تدمير الأوزون.
كما أظهرت البيانات أن كمية هذه المواد قد انخفضت بشكل كبير، مما ساهم في تحسن الحالة العامة للطبقة الواقية للأوزون.
ومع ذلك، لا يزال العلماء يراقبون الوضع عن كثب ففي حين أن هناك دلائل على تعافي الأوزون في المناطق الجنوبية، تظل بعض المناطق في الغلاف الجوي تحت تهديدات أخرى قد تعيق هذا التحسن.
وقد يكون تغير المناخ أحد العوامل المؤثرة على هذه الدورة الجوية، مما يؤدي إلى نقل المزيد من الأوزون إلى مناطق بعيدة.
كما أن بعض المواد الكيميائية قصيرة العمر قد تواصل تدمير الأوزون في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي.
إذا استمر هذا الاتجاه، قد نكون على أعتاب لحظة تاريخية، حيث يتوقع الباحثون أنه بحلول عام 2035، قد نصل إلى نقطة لا يشهد فيها الغلاف الجوي أي استنزاف للأوزون، وهو ما يعد بمثابة انتصار كبير في معركة حماية البيئة.