الخارجية الروسية تعلق على تصريحات ماكرون

علقت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث عن ضرورة "التصدي للخطر الروسي".
وكتبت زاخاروفا على "تلجرام"، "تبين الآن أن أقوى جيش في أوروبا لدى أيمانويل، بينما تحدث زيلينسكي أنه عنده".
وتابعت: "ولكن الأمر الأكثر دهشة هو أنه يتوجه إلينا سفير فرنسي جديد. وهو أفصح مؤخرا عن أفكاره حول الرغبة في تطوير العلاقات مع بلادنا. واليوم اعترف رئيسه ماكرون أن السلام في أوروبا ليس أولوية بالنسبة لفرنسا، وأنهم يريدون لجم روسيا وإلى آخر ذلك".
وتساءلت زاخاروفا: "فلماذا يتوجه إلينا السفير الفرنسي، نود أن نستفسر مرة أخرى؟".
وجاء ذلك تعليقا على خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها العسكرية وردع روسيا وزيادة الدعم لأوكرانيا حتى تحقيق السلام.
وعلى صعيد آخر، انتقد البيت الأبيض موقف الديمقراطيين خلال خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونجرس متهما إياهم بإظهار الدعم لأوكرانيا بدلا من التركيز على قضايا مواطنيهم الأمريكيين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في مؤتمر صحافي ، "سلوك الديمقراطيين كان مخزيا تماما، وأظهر إلى أي مدى هم بعيدون عن المجتمع الأمريكي"، مشيرة إلى أنهم "لم يبدوا أي تفاعل عندما تحدث ترامب عن مشكلات المواطنين الأمريكيين، لكنهم وقفوا مصفقين عندما جاء ذكر أوكرانيا"
وأشارت ليفيت إلى أن الديمقراطيين لم يقفوا أو يصفقوا حتى عندما تحدث ترامب عن أمهات فقدن بناتهن بسبب جرائم ارتكبها مهاجرون غير شرعيين، بينما وقفوا وصفقوا بحرارة عندما تعلق الأمر بدعم أوكرانيا.
وتابعت: "أحد الأمور القليلة التي نهض الديمقراطيون من أجلها مساء أمس وصفقوا لها كان دعم أوكرانيا، وليس أمريكا..من اللافت جدا أن الديمقراطيين رفضوا التصفيق للأمريكيين، لكنهم صفقوا لأوكرانيا".
وأضافت أن ترامب "يعمل بجد" لإنهاء الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه "لهذا السبب كان يجب على الديمقراطيين أن يصفقوا له، لأنه يقوم بفعل شيء من أجل ذلك".
يذكر أن استراتيجية الديمقراطيين في عهد إدارة بايدن الديمقراطية، اتسمت بالتصعيد في مواجهة روسيا، وركزت على دعم أوكرانيا في مختلف المجالات مثل المال والتسليح والاستخبارات والاقتصاد، حيث وصلت تقديرات إجمالي حجم المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إلى أكثر من 130 مليار دولار. في الوقت ذاته، فرضت واشنطن العديد من العقوبات المالية والاقتصادية والتجارية والبنكية والطاقية على روسيا. كما كانت زيارات وزراء دفاع وخارجية بايدن إلى أوكرانيا متكررة لتأكيد دعم أمريكا لهذا البلد.
في المقابل، جاء ترامب بخطاب يتسم بدعوات للسلام والتسوية في النزاع الأوكراني حيث أكد على ضرورة تغيير السياسة الأمريكية تجاه النزاع.
وأثناء إلقائه خطابه الأول أمام الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، مساء الثلاثاء، تناول الرئيس الأمريكي الجمهوري هذا الموضوع بشكل مغاير، داعيا إلى السلام والتسوية في النزاع، في حين كانت خطابات سلفه بايدن تتسم غالبا بالعداء تجاه روسيا ودعم غير مشروط لأوكرانيا.
كما لوحظ من خلال خطاب ترامب أنه لم يستخدم كلمة "الغزو الروسي" كما كان في خطابات بايدن ومسؤولي إدارته الذين لم يكفوا قط عن توظيف وتكرار عبارة "الغزو الروسي لأوكرانيا" في خطاباتهم وتصريحاتهم.
وأعلن ترامب أن إدارته أجرت مناقشات جادة مع روسيا وتلقت منها إشارات قوية بأنها مستعدة للسلام.
وقال إنه "تلقى رسالة جدية" من زيلينسكي بشأن "استعداده للسلام".
وأضاف: "ألن يكون ذلك جميلا؟ حان الوقت لوقف هذا الجنون. حان الوقت لوقف القتل. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها. إذا كنت ترغب في إنهاء الحروب، فعليك التحدث إلى الجانبين".
وقاطع الديمقراطيون أول خطاب مشترك للرئيس أمام الكونغرس بالسخرية والاستهجان في غضون دقائق من صعود ترامب إلى المنصة، وتم إخراج النائب آل غرين (الديمقراطي من تكساس) بالقوة من القاعة بتوجيه من رئيس مجلس النواب مايك جونسون لانتهاكه القواعد العامة للآداب.
وأكد ترامب أن الديمقراطيين لن يعترفوا بإنجازاته، التي قال إنها تعادل، في ظرف 43 يوما فقط من حكمه، ما فعله رؤساء آخرون في ثماني سنوات، ووصف الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن بأنه "أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي"، وانتقد عددا من سياسات سلفه باستخدام نوع الخطاب التحريضي الذي اشتهر به.
وأبدى نواب من الحزب الديمقراطي اعتراضهم على مضامين خطاب ترامب، وظل النواب الديمقراطيون المعارضون يرفعون لافتات صغيرة سوداء مكتوبا عليها كلمة "False" بحروف بيضاء، في إشارة إلى زعمهم أن مضامين خطاب ترامب غير صحيحة.
وارتدى بعضهم ربطات عنق باللونين الأصفر والأزرق في إشارة إلى دعمهم لأوكرانيا ومعارضتهم سياسة الرئيس الأمريكي تجاه هذا البلد.
كما بدأ عدد منهم في مغادرة القاعة رغم عدم إنهاء ترامب خطابه تعبيرا عن احتجاجهم.