بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حكم تأخير غسل الجنابة في الشرع الشريف

بوابة الوفد الإلكترونية

الجنابة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الدارج بين عدد من الأشخاص من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، لا تجوز، كما أنه لا يجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، موضحة أن غسل الجنابة لا يجب على الفور، فلا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها.

مفهوم الجنابة لغة وشرعا


والجنابة لغة بمعنى البُعد وجنَّب الشيء أي تَجانبه، وشرعًا: أمر معنوي يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة حيث لا مُرَخِّص.

الجنابة
وأكدت الإفتاء أنه لم يرد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، ولا أن كل شعرة من الجنب تحتها شيطان، وإنما الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ؛ روى أبو داود في "سننه" عن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ».

قال العلامة محمد أشرف شرف الحق العظيم آبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود" (11/ 157-158، ط. دار الكتب العلمية): [«لا تقربهم الملائكة»؛ أي: النازلون بالرحمة والبركة على بني آدم لا الكتبة؛ فإنهم لا يفارقون المكلفين] اهـ.
وورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذلك أن تحت كل شعرة جنابة؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ».

الجنابة
وأضافت أنه إذا ما حصلت الجنابة فينبغي المسارعة إلى الطهارة منها ما استطاع الجنب إلى ذلك سبيلًا، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الجنب ليس بنجس؛ فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».

أهمية كبيرة الجنابة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. الطهارة والنظافة:

  • يعتبر غسل الجنابة وسيلة لتطهير الجسم من النجاسة، وإزالة آثار الجنابة التي قد تسبب روائح كريهة.
  • يحافظ الغسل على نظافة الجسم وصحته، ويمنع انتشار الأمراض.

2. تهيئة المسلم للعبادة:

  • غسل الجنابة شرط أساسي لصحة بعض العبادات، مثل الصلاة والطواف بالبيت الحرام.
  • يساعد الغسل المسلم على الاستعداد الروحي للعبادة، والتواصل مع الله بقلب طاهر وجسد نظيف.

3. تحقيق السكينة والطمأنينة:

  • يساهم غسل الجنابة في تهدئة النفس، وإزالة التوتر الناتج عن الجنابة.
  • يشعر المسلم بعد الغسل بالراحة والسكينة، مما يساعده على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

4. اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من الجنابة، وقد أمر المسلمين بذلك.
  • اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من أهم مظاهر الإيمان والتقوى.

5. أهمية صحية:

  • أشار بعض الأطباء إلى أن الاغتسال بعد الجماع يعيد إلى البدن قوته ويخلف عليه ما تحلل منه وإنه من أنفع شيء للبدن والروح وتركه مضر.