بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دوحة المقاصد

«مقاصدُ القرآن»

بوابة الوفد الإلكترونية

القرآن الكريم هو «كلامُ اللهِ تعالى المُنزَّل على نبيه مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب فى المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس». 
وهذا القرآن مقسم لسور وآيات، ولكل سورة وآية مقاصد وغايات، ولكننا نستطيع أن نردها إلى سبعة مقاصد تُعد بمثابة الكليات:
المقصد الأول: «مقصد تصحيح المعتقد»: فغالبية القرآن الكريم وخاصة المكى منه كان هدفه تصحيح المعتقد فى النفوس، ونفى الألوهية عن الحوادث، ومنع الزلفى بالأوثان والأصنام، وصدق وحدانية الله العلى القهار، وتأكيد البعث والميعاد.
والمقصد الثانى: «هداية الخلق»: ويدخل تحت الهداية: الإرشاد والبلاغ، يقول تعالى: «إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِى لِلّتِى هِيَ أَقْوَمُ» «سورة الإسراء: 9»، وفى سورة الفاتحة - التى هى أم القرآن؛ لأن القرآن جميعه مفصل من مجملها كما قال أهل العلم- أمرنا أن ندعو الله فيها قائلين: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ»، دلالة على مقصد الهداية، قال تعالى: «هذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ» «آل عمران: 138»، فعن قتادة قال: «هذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ» وهو هذا القرآن، جعله الله بيانًا للناس عامة، وهدى وموعظة للمتقين خصوصًا.
والمقصد الثالث: «مقصد تشريع الأحكام»: فالقرآن هو المصدر الأول للتشريع، وكلياتُه ومبادئُهُ هى أساسُ الأحكام، مع تفصيلٍ فى بعضها، مثل أحكام الميراث والحدود والمحرمات، وإجمال فى بعضها الآخر، مثل أحكام تشريع العبادات. 
والمقصد الرابع: «مقصد إصلاح الأنام»: فالقرآن الكريم دين يدعو إلى الإصلاح ويُحارب الفساد بكل صوره، سواء كان الفساد فى الاعتقاد، أو الشرائع من عبادات ومعاملات، ومثال ذلك: ما شرعه فى حق اليتامى، قال تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ»، «البقرة: 220»، كما أن تشريعاتِهِ وأحكامَهُ كلَّها إما أنها تجلب للإنسان مصلحة أو تدفع عنه مفسدة، ومن يتتبع أوامر القرآن الكريم ونواهيه يجد هذا واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء.
المقصد الخامس: «مقصد تهذيب الوجدان»: فالقرآن الكريم مدرسة لتهذيب وتزكية الوجدان، يقول تعالى: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» «الجمعة: 2». فآيات القرآن الكريم «6236» آية، آيات الأحكام منها «500» آية فقط، وباقى آيات القرآن تدور فى فلك القِيم والأخلاق وتزكية وتهذيب الإنسان؛ كما فى قصص القرآن وأحوال السابقين من الأنبياء والأقوام.
المقصد السادس: «مقصد التعليم والبيان»، فالقرآن كتاب هداية، هدفه الصلاح والإصلاح، وهذا يستوجب أن يكون تِبياناً لكل شيء، يتعلم الناس فى رحابه ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم، يقول تعالى: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ» «النحل: 89». وقال أيضا: «مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ» «الأنعام: 38».
المقصد السابع: «مقصد الإعجاز على الدوام»: فالقرآن الكريم هو معجزة الإسلام، وآية التحدى، قال تعالى: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا» «الإسراء: 88». مما يدلل على صدق نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فى وقت بعثته وصدق رسالته فى كل زمان ومكان؛ لما اشتمله من البلاغة والبيان، وما يشتمله نظمه من الدقة والإحكام، وما فيه من أنباء وأخبار ما زالت منجزات العلم فى عصرنا تُبرهن على صدق ما جاء به.