هذا رأيى
الواقع والمأمول من القمة
وسط ما تعيشة الأمة العربية والإسلامية من واقع مرير وضعف وتهاون وتشتت يأتى اجتماع القمة العربية الطارئة فى القاهرة لبحث اليوم التالى والذى قد لا يأتى قريبًا لنصرة فلسطين والمقدسات الإسلامية.. الشعوب العربية والإسلامية تنتظر ما سينتج عن اجتماع قادتهم بعد أن تمادى العدو فى إجرامة من تدمير شعب وأرض ليحل المستوطن محل صاحب الدار ويشرد اللاجئ أصحاب الأرض ويحولهم إلى لاجئين!
وكما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى خطابة عام ١٩٧٨ إن بيجن-رئيس وزراء إسرائيل أنذاك–يرفض إعادة الأراضى التى سرقها إلا إذا استولى على جزء منها كما يفعل لصوص الماشية فى مصر.
صحيح أن هناك الكثير من الخلاف بين رؤية بعض الدول العربية والإسلامية بشأن الوثيقة فهناك من اعترض على عدم مشاركتهم فى إعداد الوثيقة وهناك من يعترض على ما يتسرب من معلومات بشأن هذه الوثيقة. . الشىء المهم حتى مع تمرير الوثيقة هل هناك إجراءات تنفيذية لإلزام الكيان المحتل وداعميه بهذه الوثيقة؟ هل هناك موقف موحد لفرض بنود الوثيقة على أمريكا وإسرائيل ومجرمى الحرب فيها الذين يضربون عرض الحائط بأى قرارات أممية أو اتفاقيات دولية أو أى قانون الدولى؟.. كل قرارات القمم العربية التى صدرت بشأن فلسطين ذهبت أدراج الرياح وضرب بها الكيان المحتل عرض الحائط.. أين هى مبادرة السلام العربية التى أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية للسلام فى الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، والتى تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، عام 2002؟.
حتى اتفاقية أوسلو، المعيبة التى تم توقيعها فى 1993، وهى أول اتفاق رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عرفات؟.
اين آخر هذه القرارات كان قرار القمة العربية الأسلامية وبحضور ٥٧ دولة عربية وإسلامية فى الرياض؟.. إسرائيل تقول إما أن أحكم أو أتى بمن يحكم أو إخلاء قطاع غزة.
إسرائيل وداعميها يريدون فرض واقع جديد على الأرض، يجبر المقاومة على التراجع، ويضمن تبنى الدول العربية مواقف تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية.
الكيان المحتل لا يقيم أى اعتبار أو وزن بالقمم العربية وبما يصدر عنها.. نتنياهو واثق بأن القادة العرب لن يتخذوا إجراءات فعلية لمواجهة سياساته وإجرامه ضد فلسطين وأهل غزة، وأنه سيستمر فى سياسته القمعية دون خشية من عقاب أو محاسبة.
«خطة ترامب- نتنياهو». هدفها ابتلاع كل الأراضى المحتلة وتصفية نهائية لقضية الشعب الفلسطينى.
على هذه الخلفية تعقد القمة العربية الطارئة فى القاهرة، وقد حدد هدفها بدعم الخطة المصرية لـ «إعادة إعمار غزة من دون تهجير أهلها».
هناك تأييد مبدئى لهذه الخطة، ولكن هناك اعتبارات عدة مرتبطة بـ «كيف» سيتعامل ترامب معها، وكذلك إسرائيل التى تحتل الأرض وتستعد لاستئناف الحرب ولن تتردد فى تدمير أى جدار لا يزال بعد قائماً.
فهل ستكون القمة عند مستوى التحدى، وتتخذ مواقف حازمة تجبر أمريكا وإسرائيل على التراجع عن سياساتها؟
أم أنها ستسير فى الاتجاه الذى تريده إسرائيل وداعميها، وتتبنى خططاً تضعف المقاومة وتسهل تحقيق الأهداف الإسرائيلية؟
Mokhtar. Mahrous2014@gmail. com