وجوهٌ مصرية (1)
الإمام ورش.. شيخ الإقراء في مصر وصاحب الرواية الأشهر في المغرب العربي
ضمن سلسلة "وجوه مصرية" التي تسلط الضوء على الشخصيات البارزة في تاريخ مصر، تحدثت هيئة كبار العلماء عن الإمام ورش، أحد أبرز أعلام علم القراءات في العالم الإسلامي.
من هو الإمام ورش؟
هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان، وُلد في مصر عام 110 هـ (728 م)، وكان يُعرف بشدة بياضه، مما دفع شيخه الإمام نافع إلى تلقيبه بـ"ورش"، وهي كلمة تُطلق على اللبن لشدة بياضه.
نشأ الإمام ورش في صعيد مصر وعمل في بيع رؤوس الماشية، ومن هنا جاء لقبه الآخر "الرواس". إلا أن عشقه للعلم دفعه للارتحال إلى المدينة المنورة عام 155 هـ، حيث تتلمذ على يد الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وختم عليه القرآن الكريم عدة مرات.
رحلته في نشر علم القراءات
بعد تلقيه العلم، عاد الإمام ورش إلى مصر، حيث أصبح شيخ الإقراء الأول في الديار المصرية، واشتهر باتقانه التام لعلم القراءات وصوته العذب الذي جذب إليه طلاب العلم من مختلف بقاع الأرض.
لم يكن ورش مجرد ناقل للعلم، بل تميز بقدرته الفائقة على الأداء، مما جعله مرجعًا في علم القراءات. تُعد روايته عن الإمام نافع من أشهر الروايات القرآنية، وقد انتشرت بشكل واسع في دول المغرب العربي وغرب إفريقيا، حتى أصبحت القراءة المعتمدة هناك حتى يومنا هذا.
وفاته وإرثه العلمي
توفي الإمام ورش في مصر عام 197 هـ (812 م) عن عمر يناهز 87 عامًا، ودُفن في مقابر الإمام الشافعي بسفح جبل المقطم.
لا يزال اسمه خالدًا في التاريخ، حيث تُعد روايته عن نافع واحدة من القراءات السبع المتواترة التي يعتمدها المسلمون في تلاوة القرآن الكريم، مما يعكس الدور البارز للمصريين في خدمة علوم القرآن ونشرها عبر العصور.
