بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صلاةٌ التراويح في الليلة الثالثة من رمضان تضيء القلوب قبل المساجد بالبحيرة

صلاة التراويح
صلاة التراويح

مع حلول الليلة الثالثة من رمضان، تتجلى عظمة هذا الشهر في مشهدٍ روحاني مهيب، حيث تتزين المساجد في محافظة البحيرة بالمصلين، وتمتلئ الأجواء بأصوات التهجد والقيام، صلاة التراويح، التي أصبحت طقسًا رمضانيًا خالدًا، تتحول في هذه الليلة إلى رحلةٍ إيمانية يتسابق فيها المسلمون نحو الله، يملأهم الخشوع، وتسري في أرواحهم سكينةٌ لا مثيل لها، إنها ليلةٌ تُشعل القلوب بحب الطاعة، وتزيد الأرواح قربًا من الخالق، فيشعر الصائم أن رمضان ليس مجرد أيامٍ من الصيام، بل هو موسمٌ كاملٌ من الصفاء والرحمة.


أجواء التراويح خشوعٌ يملأ الأركان

منذ لحظة رفع الأذان لصلاة العشاء، تبدأ المساجد في استقبال جموع المصلين، شبابًا وشيوخًا، رجالًا ونساءً، جميعهم يجتمعون على هدفٍ واحد: إحياء الليلة بالصلاة والذكر، الأجواء تمتلئ بالروحانية، وكل سجدةٍ تكون أقرب ما يكون العبد فيها من ربه، في الركعات الأولى، ينساب صوت الإمام بآياتٍ تلامس القلوب، فتمتزج الدموع بالدعوات، ويشعر كل مصلي وكأن هذه الليلة قد خُصصت له وحده، وكأن كل آيةٍ تُتلى تحمل رسالةً شخصية إليه.

 

الليلة الثالثة بداية التعمق في الرحلة


في الليلتين الأوليين، يكون الحماس هو المحرك الأساسي لكثيرٍ من المصلين، ولكن مع الليلة الثالثة، يبدأ الاختبار الحقيقي للاستمرار، هنا، يثبت المخلصون في عبادتهم، ويشعرون بجمال الالتزام، لم تعد التراويح مجرد صلاةٍ زائدة، بل صارت محطةً يوميةً لا يمكن الاستغناء عنها، فرصةً يوميةً لمناجاة الله، ولحظاتٍ تُصفّى فيها النفس من شوائب الدنيا.

 


التراويح ...الركوع فيها راحةً للروح والسجود طمأنينةً للقلب

أجمل ما يميز صلاة التراويح في الليلة الثالثة هو الشعور بالوحدة الإيمانية، حيث يلتقي الجميع تحت سقف المسجد، متساوين في الخضوع لله، لا فرق بين غنيٍ وفقير، أو كبيرٍ وصغير، تسري في المكان طاقةٌ روحانية، وكأن الملائكة ترفرف بأجنحتها فوق المصلين، فيغدو الركوع راحةً للروح، والسجود طمأنينةً للقلب.


الدعاء بعد التراويح.. لحظات تُرفع فيها الأماني

مع ختام الصلاة، يرفع الإمام يديه بالدعاء، فيرتفع معه صوت "آمين" من أفواه المصلين، كلٌ منهم يحمل في قلبه رجاءً، وأملًا، وحلمًا يدعو الله أن يحققه. إنها لحظةٌ يفيض فيها القلب بالمحبة، حيث يدعو المسلم لنفسه، ولأحبته، ولأمته، ويرجو المغفرة والرحمة، في تلك اللحظات، يُدرك الجميع أن أبواب السماء مفتوحة، وأن رمضان هو الفرصة الأعظم لتجديد العهد مع الله.


الليلة الثالثة من رمضان ليست مجرد ليلةٍ أخرى، بل هي خطوةٌ جديدة في طريق العتق من النار، ودرجةٌ في سلم القرب من الله، صلاة التراويح فيها ليست مجرد ركعات، بل هي إشراقةٌ للقلب، وصفاءٌ للروح، وموعدٌ يومي مع الطمأنينة، ومن واظب عليها، أدرك أن رمضان ليس شهرًا عابرًا، بل تجربةٌ روحية تُغير الإنسان، وتجعله أقرب إلى النور، وأقوى في الإيمان، وأشد حبًا لخالقه.