فتاوى الصائمين (2)
حكم التلفظ بالنية وتبييتها في صيام رمضان

الصيام ركن أساسي من أركان الإسلام، ولهذا يجب على المسلم معرفة أحكامه وشروطه لضمان صحة العبادة. ومن المسائل التي قد يتساءل عنها الصائم:هل يشترط التلفظ بالنية في كل يوم من أيام رمضان؟ وما حكم تبييت النية؟
حكم التلفظ بالنية:
اتفق العلماء على أن النية محلها القلب، ولا يُشترط التلفظ بها في العبادات، بما في ذلك الصيام. فمجرد عزم المسلم بقلبه على الصيام يكفي، ولا حاجة لقول: "نويت الصيام" أو نحو ذلك. وقد أشار الشيخ ابن باز رحمه الله إلى أن التلفظ بالنية بدعة، حيث قال: "التلفظ بالنية بدعة، ينوي في قلبه، والحمد لله، إذا قام بنية الصلاة كبر فقط، ما يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف، يأتي بالنية إذا قام للصلاة، ينوي الظهر يكبر، إذا قام العصر كبر بنية العصر، المغرب كبر بنية المغرب، وهكذا بالقلب نعم."
حكم تبييت النية:
تبييت النية، أي عقدها في الليل قبل الفجر، شرط لصحة صيام الفرض، بما في ذلك صيام رمضان. وقد استدل العلماء بحديث النبي ﷺ: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" [أخرجه النسائي]. وقد أوضح الشيخ ابن باز رحمه الله أن من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك عن المفطرات بقية يومه، وعليه القضاء لكونه لم يبيت الصيام قبل الفجر.
هل تكفي نية واحدة لصيام الشهر كله؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى ضرورة تجديد النية لكل يوم من أيام رمضان، أي أن ينوي المسلم الصيام في كل ليلة.
في المقابل، رأى المالكية أنه إذا نوى المسلم في أول ليلة من رمضان صيام الشهر كله، فإن هذه النية تكفي لصحة الصيام، بشرط ألا يقطعها بعذر كالسفر أو المرض.
فقة النية في 3 نقاط
التلفظ بالنية: غير مطلوب، والنية محلها القلب.
تبييت النية: واجب في صيام الفرض، ويجب أن تكون قبل الفجر.
تجديد النية: يُستحب تجديد النية لكل يوم عند جمهور العلماء، ويُجزئ نية واحدة للشهر كله عند المالكية.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يُنصح المسلمين بالاطلاع على أحكام الصيام والتفقه فيها لضمان صحة عبادتهم وتجنب الوقوع في المخالفات الشرعية.