بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

طوفان الأقصى.. ورأى أسير فلسطيني.. وعمرو موسى

فى مقالة سابقة، تم سرد رأى مناضل غزاوى فى عملية طوفان الأقصي، وملخصه أنه أعظم حدث فى تاريخ النضال الفلسطينى مع الاستعمار الإسرائيلى الغاصب، وفى السطور التالية سيتم سرد رأى أسير فلسطينى تم الإفراج عنه، ورأى معالى الوزير عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق.

فى جلسة ترحيب بالأسرى المحررين فى مصر، قال الأسير المحرر محمد الطوس «أبوشادى» الذى أمضى فى السجن أكثر من ٤٠ عاماً متواصلة، بصوت أجش وبنبرةٍ حزينة، إن الثمن الذى دفعته غزة لأجل تحررنا كان باهظاً للغاية، ولا يتناسب مع حرية كل الاسرى المحكوم عليهم بالمؤبد وذوى الأحكام العالية فى السجون الإسرائيلية، فعندما تدفع غزة أكثر من ٢٠٠ ألف شهيد وجريح ومفقود، لاجل حرية ١٢٠٠ أسير مؤبد ومن ذوى الأحكام العالية، فهذا يعتبر ثمناً مبالغاً جداً وباهظاً للغاية، لقد كان عددنا فى داخل السجون الاسرائيلية قبل السابع من أكتوبر، لا  يزيد على ٤٧٠٠ أسير ، منهم  ١٢٠٠ أسير إدارى وهؤلاء يتحررون فى اى وقت، يتبقى ٣٥٠٠ أسير منهم ١٢٠٠ أسير من ذوى المؤبد والأحكام العالية، بمعنى أن يدفع الشعب الفلسطينى كل هذه الأثمان الباهظة، من تدمير شامل لقطاع غزة، وهذا الفقد الكبير لكل هذه الاعداد الهائلة من الشهداء والجرحى والاسرى والمفقودين ومبتورى الأطراف العلوية والسفلية، وهذه المعاناة العظيمة على مدار ٤٧١ يوماً من النزوح والتشريد والجوع والعطش والرعب الكبير لأجل تحررنا. نحن نخرج من السجن و ينتابنا الشعور العارم بالفرحة، لتحررنا بعد هذه السنوات الطويلة فى غياهب السجون الاسرائيلية، يتخلل هذه الفرحة شعور بالاحراج والخجل الكبيرين، بحيث يكون  ثمن حريتنا كل هذه الأثمان الباهظة، لقد دخلنا معترك الثورة والنضال لأجل ابتسامة وعيش كريم لطفل فلسطيني، لا لأن يفقد ١٥ الف طفل فلسطينى حياتهم لاجل حريتنا، ولا لأجل ان يصبح ٣٠ ألف طفل فلسطينى يتيماً، ولا لأن تترمل آلاف النساء ويصبحن ثكالى، ولا لأن تزهق كل هذه الأرواح والنفوس البريئة وهذا الدمار الرهيب والاجساد المحترقة والأشلاء المتناثرة. كان بالإمكان إدارة عملية تحررنا بطريقة أكثر ذكاءً، ومن دون ان تكون ردة الفعل الاحتلالية على شعبنا، وتنفيذ مخططات مصيرية فى استغلال واضح لما حدث فى السابع من أكتوبر، تؤدى إلى ما وصلنا إليه من نتائج. كان بالامكان ممارسة عملية تحرير الأسرى بطريقة ابداعية، تحقق الهدف من خلال أسر مجموعة صغيرة من الضباط والجنود، كفيلة بتحرير كل الأسرى فى السجون.

هذا الرجل الوطنى النقي، أمضى فى الأسر أكثر من ٤٠ عاماً، ويشعر بالخجل انه تحرر على حساب عذاب وآلام شعبه، لم يكن ينتظر ان شعباً بأكمله سيدفع ثمن تحرره، ولهذا كان شعوره بالتحرر مشوبا بالخجل. 

أما عمرو موسى، وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، فكان له رأى آخر، أن ٧ أكتوبر كانت ضربة معلم، وحماس ذكية جدا وقد أذهلونى وأذهلوا العالم بأسره، ٧ أكتوبر أفشلت ودمرت مخططات غربية وعربية، كانت معدة للقضاء على القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد، وكان على رأسها تطبيع جماعى لتسع دول عربية وإسلامية، على الأقل حماس هزمت إسرائيل استراتيجياً وعسكرياً، والسابع من أكتوبر يوم تاريخى سيغير مجرى التاريخ، ونتائجه القادمة كبيرة جداً .. قد يبدو الثمن كبيرا للبعض، ولكن لو لم يكن السابع من  أكتوبر لكان الثمن أضعافاً مضاعفة، أبرزها القضاء على شيء اسمه القضية الفلسطينية، والحرب على غزة كانت قائمة بطوفان الأقصى أو بدونه، ويبدو أن حماس كانت تعلم ذلك، كما كنت أنا وغيرى نعلم ذلك.

محافظ المنوفية الأسبق