بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من عظمة الوحى (٣)

 

 

• لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بـ  ﴿بِنِعْمَةٍ﴾ دونَ (مِنَّةٍ) أو (إحْسانٍ)؟ 

آثَرَ النَّظْمُ الحَكِيمُ التَّعبيرَ بـ﴿ِنِعْمَةٍ ﴾دُونَ (مِنَّةٍ) أو (إحْسانٍ)؛ لأَوْجُه: 

• الأول: أنَّ النِّعْمَةَ الحالَةُ الحَسَنَةُ، واللُّيونَةُ وطِيبُ العَيْشِ، والإنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ. 

• الثاني: أنَّ أَصْلَ المِنَّة من (المَنّ) بمَعْنَى: القَطْع، ومَنَّ عليه: أَحْسَنَ وأَنْعَمَ، وامْتَنَّ: عَدَّ النِّعْمَةَ؛ ومِنْهُ قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون ﭰ﴾ (التين)، أيْ: غَيْرُ مَقْطوعٍ أو غَيْرُ مَحْسوب. 

• الثالث: أنَّ الإنْعامَ لا يكون إلّا مِن المُنْعِمِ على غَيْرِه؛ أمّا الإحسانُ فيُمْكِن أنْ يكونَ مِن الغَيْرِ أو مِن الإنسانِ إلى نَفْسِه؛ فمَثَلًا يُقال لِمَنْ يَتَعَلَّم العِلْمَ: يُحْسِن إلى نَفْسِه، ولا يُقال: يُنْعِم على نَفْسِه. 

• وعلى هذا فإنّه لَمّا كان نَعِيمُ الجَنَّةِ لا انْقِطَاعَ له، وهو عَطاءٌ مِن الله بغَيْرِ حِسَابٍ؛ كَمَا قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر)؛ فقد ناسَبَ معه التَّعبيرُ بـ ﴿نِعْمَةٍ﴾ دُونَ غَيْرِها. 

• لِمَ أُوثِرَ التَّعبيرُ بالأُلُوهِيَّة فى قَوْلِه: ﴿بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ﴾؟ 

آثَرَ النَّظْمُ الحكيمُ التَّعبيرَ بالأُلُوهِيَّة فى قَوْلِه: ﴿بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ﴾؛ لأوجه: 

• الأول: أنَّه لَمّا كان المُرادُ بـ ﴿بِنِعْمَةٍ﴾ ثوابًا، فقد ناسَبَ التَّعبيرُ معها بالأُلوهِيَّة التى من مُقتَضَياتِها مُحاسَبَةُ العِبَادِ وتَوْفِيَةُ أُجُورِهم. 

• الثاني: أنَّ التَّعبيرَ بالأُلوهِيَّة يَقْتَضِى مَعانِى التَّعْظِيمِ والمَهَابَةِ والجَلالِ؛ وهو ما يَتَناسَب مع مَقامِ تَعْظِيمِ ثَوابِ المُجاهِدِينَ. 

• الثالث: أنَّ التَّعبيرَ بالأُلوهِيَّة فيه تَأْكِيدُ ضَرُورَةِ إخْلاصِ العَمَلِ لله، حَتَّى يَسْتَحِقَّ العَبْدُ عليه الثَّوابَ عند الله. 

وسبحان من هذا كلامه

[email protected]