بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الخارجية الروسية: واشنطن ترغب في إنهاء الحرب لكن أوروبا تسعى لاستمرارها

الخارجية الروسية
الخارجية الروسية

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأحد إن الولايات المتحدة تتحدث علانية عن رغبتها في إنهاء الصراع في أوكرانيا، لكن في الوقت نفسه ترغب أوروبا في استمرار الحرب.

وأشار لافروف - في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - إلى أنه "بعد ولاية (الرئيس الأمريكي السابق) جو بايدن، جاء أشخاص يريدون الاسترشاد بالحس السليم، يقولون علانية إنهم يريدون إنهاء جميع الحروب، ويريدون السلام".

 

واستطرد لافروف قائلا "من يدعو إلى استمرار الحرب؟ إنها أوروبا"، مضيفا أنه على مدار الخمسمائة عام الماضية، ولدت جميع مآسي العالم في أوروبا، ولم تلعب الولايات المتحدة دور المحرض.

 

وأكد "لا أريد أن أكون معاديا لأوروبا، لكن الوضع الحالي يؤكد الفكرة التي عبر عنها العديد من المؤرخين"، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه شخص عملي يدير الأعمال تحت شعار "الفطرة السليمة".

 

وأوضح قائلا "ترامب شخص عملي، شعاره هو الفطرة السليمة، وهذا يعني الانتقال إلى طريقة مختلفة لإدارة الأعمال، لكن هدفه لا يزال جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مضيفا "هذا يعطي السياسة طابعا إنسانيا حيويا، ولهذا السبب فهو مثير للاهتمام".

 

ووفقا للافروف، فإن فريق ترامب - بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز - أشخاص معقولون تماما، لافتا إلى أنه رغم اعتراف موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض بأنهما لا تستطيعان التفكير بنفس الطريقة في جميع القضايا المدرجة على جدول الأعمال العالمي، لكن الجانبين ملزمان بمنع الحرب.

 

وأكد الدبلوماسي الروسي أن روسيا والولايات المتحدة "من ناحية، يمكنهما إيجاد مصالح مشتركة والعديد من الأشياء المفيدة للطرفين، ومن ناحية أخرى، فإنهما ملزمتان بعدم الذهاب إلى الحرب في حالة تباين مصالحهما".

 

وقال وزير الخارجية الروسي إنه على الجانب الآخر، فإن المناقشات في أوروبا حول قوات حفظ السلام في أوكرانيا تستمر في تحريض كييف على الحرب ضد روسيا، واصفا فكرة نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا بأنها "وقحة".

 

وقال لافروف "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتجول ببعض الأفكار، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.. يقولان إنه يتم تجهيز الآلاف من قوات حفظ السلام وسيتم توفير غطاء جوي .. هذه وقاحة"، مضيفًا: "خطة إدخال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا غرضها تحريض كييف على حرب ضدنا"، و أوضح أن نشر قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا يعني أن أسباب الأزمة لن تختفي بالنسبة لروسيا.

 

 

روسيا تُعلن تدمير ورش إنتاج ومواقع عسكرية في مناطق مُتعددة بأوكرانيا

أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أنها استهدفت مُنشآت معالجة الغاز التي تدعم عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني.

 

وأضافت الوزارة :"دمرنا ورش إنتاج مسيرات ومواقع عسكرية ومعدات في 147 منطقة بأوكرانيا".

 

وجاء ذلك بعد أن أصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إنها قتلت 240 عسكرياً أوكرانياً في مقاطعة كورسك خلال 24 ساعة.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تكبيد الجيش الأوكراني خسائر كبيرة في مقاطعة كورسك خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرةً إلى مقتل 240 جنديًا أوكرانيًا. وأوضحت الوزارة في بيانها أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية في هذه المنطقة منذ بدء الهجوم في 6 أغسطس الماضي بلغ 64,535 فردًا، إلى جانب تدمير مئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية.

وأكد البيان أن القوات الروسية في الجبهة الشمالية تواصل مطاردة فلول الجيش الأوكراني في عدة قرى وبلدات، من بينها غوغوليفكا، غونشاروفكا، غويفو، كوريلوفكا، وليبيديفكا، إضافة إلى عدة مناطق حدودية أخرى. كما شنت القوات الروسية ضربات دقيقة استهدفت تجمعات الجيش الأوكراني في مدن وبلدات بمحافظة سومي المجاورة، بما في ذلك أغرونوم، بونداريفكا، فيكتوروفكا، وكازاتشيا لوكنيا، حيث تم تدمير مراكز قيادة ومستودعات ذخيرة ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة.

 

وأشار البيان إلى أن خسائر أوكرانيا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة شملت، إلى جانب القتلى، تدمير 17 مدرعة، و17 مركبة، و3 مدافع، بالإضافة إلى أسر 6 جنود أوكرانيين. كما تم استهداف 4 مواقع لإطلاق الطائرات المسيّرة ومستودع ذخيرة تابع للجيش الأوكراني.

 

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن العمليات العسكرية مستمرة في المنطقة، حيث تمكنت القوات الروسية من إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية، بما في ذلك تدمير 382 دبابة ومئات المدرعات وراجمات الصواريخ، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي ومحطات الحرب الإلكترونية والرادارات.

 

تُعَدّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا واحدة من أبرز النزاعات الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين، حيث بدأت في 24 فبراير 2022 بعد إعلان روسيا عن "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

 

 تعود جذور الصراع إلى عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو، فيكتور يانوكوفيتش. أدى هذا الحدث إلى تصاعد التوترات بين البلدين، خاصة مع بروز النزعة القومية في أوكرانيا ورغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ترى موسكو أن توسع الناتو شرقًا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، مما جعلها تتخذ موقفًا أكثر تشددًا تجاه كييف. إلى جانب ذلك، لعبت قضايا مثل حقوق السكان الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا ودونباس دورًا كبيرًا في تأجيج النزاع، حيث دعمت روسيا الانفصاليين في هذه المنطقة

 

. تداعيات الحرب والمواقف الدولية أدت الحرب إلى تداعيات كارثية على المستويات الإنسانية والاقتصادية والسياسية. فقد تسببت في نزوح ملايين الأوكرانيين، ودمار واسع للبنية التحتية، وسقوط آلاف الضحايا. كما فرض الغرب عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، مما أثر على اقتصادها لكنه لم يردعها عن مواصلة القتال. من جهة أخرى، قدمت الدول الغربية مساعدات عسكرية ضخمة لأوكرانيا، مما أدى إلى إطالة أمد النزاع. لعبت الحرب أيضًا دورًا في إعادة تشكيل النظام العالمي، حيث عززت الصين وروسيا تعاونهما لمواجهة النفوذ الغربي، بينما أصبحت أوروبا أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة في مجال الأمن والطاقة. ومع استمرار القتال دون حلول دبلوماسية ملموسة، يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على احتمالات متعددة، من استمرار القتال إلى مفاوضات قد تؤدي إلى تسوية جزئية.