إسرائيل.. وإنهاء المخيمات الفلسطينية
ما تقوم به إسرائيل حاليا من تدمير المخيمات الفلسطينية لإنهائها هو مخطط وسيناريو الهدف منه إنهاء فكرة حق العودة للاجئين وسيكون تدمير مؤسسة "الأونروا" وإنهاؤها جزءا من ذلك المخطط حيث تعتقد إسرائيل أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني ضدها وبالتالي ستقوم بتدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب الفلسطينيين وتجنيدهم ضد إسرائيل.
حيث أقتحمت الدبابات الإسرائيلية مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة في مشهد يعيد إلى الذاكرة صور الانتفاضة الفلسطينية في توغل هو الأول من نوعة منذ الانتفاضة الثانية ما أثار مواجهات مع شبان فلسطينيين تصدوا لها بالحجارة ،وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على شق "طرق أمنية" داخل مخيم جنين بعد إقتحامة لتسهيل عملية تحرك آلياته فيه والسيطرة عليه والوصول إلى كل أنحاء المخيم بسرعة والعمل علي تدميرة وتغيير أجزاء كبيرة منة بهدف إنهاؤه .
في الوقت نفسة أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى الجيش بالاستعداد "لبقاء طويل" في المخيمات المستهدفة في الضفة وعدم السماح لسكانها المهجرين بالعودة مرة أخرى.وكان قد أمر بزيادة العمليات في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية مشيرا إلي أن سكان مخيمات طولكرم وجنين سيدفعون ثمنا باهظا ردا علي التفجيرات التي وقعت في تل أبيب والتي أتهم "منظمات فلسطينية" بتنفيذها حيث ظهرت كتابات علي القنابل المزروعة مكتوب عليها
" إنتقاما لطولكرم " قائلا سندمر البنية التحتية بالمعسكرات التي تشكل خطا أماميا لمحور الشر الإيراني .
وإن كنت أعتقد أن عملية التفجيرات التي حدثت في إسرائيل برمتها تخطيط إسرائيلى لإيجاد مبرر لتدمير مخيمات اللاجئين كبداية لإنهاء المخيمات الفلسطينية في الضفة وتكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية حيث تسعي إسرائيل إلي تدمير المخيمات الفلسطينية والهدف هو إنهاء فكرة حق العودة وسيكون تدمير مؤسسة "الأونروا " جزءا من ذلك المخطط حيث تعتبر إسرائيل المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني ضدها وبالتالي فإن تدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب وتجنيدهم ضد الكيان الصهيوني هو جزء من هذا المخطط
لكن الضفة الغربية ليست غزة وبالتالي التعامل معها لن يكون مثل غزة وانما المخيمات الفلسطينية في الضفة قد تكون هي غزة ومع وجود ما يزيد عن 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية أصبحت فكرة تدمير المخيمات الفلسطينية مطلبا ملحا لدى إسرائيل وسيكون إنهاء المخيمات الفلسطينية للقضاء علي فكرة حق العودة للاجئين بعدة طرق
جزء منها سيتم انهاؤها عسكريا وربما قصفه بالطائرات وتدميره وتجريفه ونزوح السكان منه، والجزء الثاني مخيمات سيتم إنهاؤها من خلال الضغط السياسي وعمل حواجز عسكرية على مداخلها بحيث تعيق حياة السكان فيقرروا الخروج من الضفة فضلا عن وقف "الأونروا" وخدمات المؤسسات غير الحكومية والحكومية والامتيازات في المخيمات ووقف الدعم التعليمي والصحي والخدماتي لسكان المخيمات فضلا عن بناء مساكن وأحياء لهم وبأسعار مخفضة في أماكن تهجيرهم تشجعهم علي الخروج من المخيمات وتقديم عروض من قبل جهات معينة تحثهم على بيع بيوتهم لهدمها وبناء مساكن جديدة
أما بالنسبه للبنان فمخطط إسرائيل فيما يتعلق بإنهاء المخيمات الفلسطينية وخروج اللاجئين الفلسطينين منها ، هو أن تضع الدولة اللبنانية أمام خياران ، إحدهما تشجيع ما تبقى منهم على الهجرة وهناك العديد من الدول التي ستستقبلهم ، أو إعطائهم الجنسية اللبنانية ودمجهم في المجتمع اللبناني وهذا يعني إنهاء المخيمات الفلسطينية في لبنان خصوصا أن "الأونروا " لن تصبح قائمة بعد فترة لأن الامم المتحدة سيعاد تشكيلها من جديد بتصميم اسرائيلي امريكي وحلفاؤهم ، والثاني عدم التحريض على إسرائيل وبدء الحديث عن التعايش الديني وتعزيز التسامح مقابل الانتعاش الاقتصادي في لبنان وقوة الدولة اللبنانية كما سيطلب من لبنان اغلاق الحدود مع سوريا ومنع تهريب السلاح من اي جهة كانت وتشديد الرقابة الداخلية وتفعيل قوي للمخابرات والأجهزة الامنية وتزويد الامريكان واسرائيل باي معلومات من شانها القضاء علي حزب الله
وبالنسبه للأردن فسيناريو إنهاء المخيمات الفلسطينية سيكون بتشجيع إسرائيل أمريكا علي تقديم دعمًا ماليًا ضخمًا للأردن مقابل استيعاب اللاجئين الغزيين مع التأكيد على أن وجودهم هناك سيكون مؤقتًا. لكن الهدف الحقيقي هو تشتيتهم عبر توزيعهم على دول متعددة مع تقليل فرص بقائهم في الدول العربية.
واعتقد ان الأردن سيقوم بالبدء في تفكيك المخيمات الفلسطينية بعد حظر "الأونروا" مع تمويل دولي لإنشاء أحياء سكنية جديدة بديلة عن المخيمات وتحويلها إلى مشاريع عمرانية جديدة بالمقابل سيتم تأمين استقرار النظام الأردني مقابل التزامه بتنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ومقابل حزمة مشاريع اقتصادية ضخمة للأردن لضمان تعاونه مع المخطط الأمريكي الإسرائيلي لإنهاء المخيمات الفلسطينية .
وبالمقابل سيتم ضمان أمن الأردن بعد استقبال اللاجئين الغزيين مع تقديم دعم لوجستي وعسكري للأردن لمنع أي تهديد داخلي بعد تدفق اللاجئين لمنع تحريك جماعات متطرفة، مثل الإخوان المسلمين وخلايا حماسية نائمة، لإثارة الفوضى في الأردن، مما يبرر فرض سياسات أمنية تخدم أمن الاردن و المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
السيناريو ذاته قد يُطبق على مصر، مما يعني أن اللاجئين لن يكونوا عبئًا طويل الأمد على هاتين الدولتين، بل سيتم نقلهم لاحقًا إلى الولايات المتحدة، بعض دول أوروبا، إفريقيا، وآسيا وبعض الدول العربية غير القريبة من حدود إسرائيل وغزة
ما يحدث حاليا هو إنهاء القضية الفلسطينية بفرض واقع جديد مع إزاحة عبء القضية الفلسطينية وإغلاق ملف اللاجئين نهائيًا، وفرض تسوية سياسية بالقوة، تشمل الاعتراف بإسرائيل كدولة على أراضي فلسطين التاريخية،فما يجري ليس مجرد صفقة سياسية بل إعادة تشكيل للشرق الأوسط وفق رؤية أمريكية إسرائيلية تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية