92% من طلاب البكالوريوس يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في دراستهم

يكشف تقرير حديث صادر عن معهد سياسة التعليم العالي في المملكة المتحدة (HEPI) أن أغلبية طلاب البكالوريوس يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT، في دراساتهم الأكاديمية. وفقًا للبيانات، فإن 92% من الطلاب قد لجأوا إلى هذه الأدوات، بينما استخدم 88% منهم الذكاء الاصطناعي في الامتحانات، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنةً بتقرير فبراير 2024، حيث كانت النسب تبلغ 66% و53% على التوالي.
أسباب انتشار الذكاء الاصطناعي بين الطلاب
حدد الطلاب عدة أسباب رئيسية لاستخدامهم أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، أبرزها:
- توفير الوقت وإنجاز المهام بسرعة.
- تحسين جودة العمل وزيادة دقته.
- الحصول على دعم فوري وإجابات سريعة دون الحاجة إلى الانتظار.
وكشف الاستطلاع أن الطلاب الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي هم:
- الطلاب الأكثر ثراءً، الذين يمتلكون موارد تقنية متطورة.
- الطلاب المتخصصون في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
- الذكور، الذين أبدوا اهتمامًا أكبر بهذه التقنيات.
مخاوف وتحفظات بعض الطلاب حول الذكاء الاصطناعي
على الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي بين الطلاب، لا يزال البعض متحفظًا بشأنه. تتضمن أهم المخاوف التي عبر عنها الطلاب ما يلي:
- اتهامات بالغش عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام.
- إمكانية الحصول على نتائج غير دقيقة أو منحازة بسبب مشاكل في النماذج التوليدية.
- ما يسمى بـ"هلوسة الذكاء الاصطناعي"، حيث تنتج الأنظمة معلومات خاطئة أو غير منطقية.
أظهرت الدراسة أن الطلاب الأصغر سنًا والإناث هم الأكثر حذرًا تجاه استخدام هذه التقنيات، حيث يعبرون عن قلق أكبر بشأن مصداقيتها وتأثيرها على نزاهة العملية التعليمية.
دور الجامعات في تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي
على صعيد السياسات التعليمية، أظهر التقرير أن الجامعات البريطانية كانت فعالة نسبيًا في توضيح سياساتها بشأن الذكاء الاصطناعي. وفقًا للنتائج:
- 80% من الطلاب أكدوا أن جامعاتهم تمتلك سياسة واضحة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي.
- 76% من الطلاب يعتقدون أن جامعاتهم قادرة على رصد واكتشاف استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المُقيّمة، على الرغم من أن 88% منهم يستخدمونه بالفعل.
- تحسّن مستوى استعداد أعضاء هيئة التدريس، حيث قال 42% من الطلاب إن الموظفين مؤهلون بشكل جيد لمساعدتهم فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 18% فقط في العام السابق.
ماذا تعني هذه النتائج لمستقبل التعليم؟
تُظهر هذه الإحصائيات تحولًا كبيرًا في المشهد التعليمي، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من عملية التعلم، سواء في إعداد الأبحاث، حل الواجبات، أو حتى الامتحانات. ومع استمرار هذا الاتجاه، قد تتجه المؤسسات التعليمية إلى:
- وضع سياسات أكثر دقة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وفعالة.
- تطوير أدوات متقدمة للكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان النزاهة الأكاديمية.
- إدماج الذكاء الاصطناعي رسميًا في المناهج الدراسية، بحيث يصبح أداة تعليمية معتمدة بدلًا من اعتباره وسيلة للغش.
مع الاستخدام الواسع والمتزايد للذكاء الاصطناعي بين طلاب الجامعات، يتعين على المؤسسات التعليمية إعادة تقييم سياساتها التعليمية لضمان التوازن بين الابتكار الرقمي والحفاظ على النزاهة الأكاديمية. وفي ظل هذه التغيرات السريعة، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للجامعات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بجودة التعليم التقليدي؟