مساهمو Apple يصوتون لصالح سياسات التنوع والمساواة.. وتيم كوك يعلق

في خطوة تؤكد استمرار التزام شركة Apple بسياسات التنوع والمساواة والشمول (DEI)، صوّت المساهمون لصالح الإبقاء على هذه السياسات، متجاهلين محاولة المركز الوطني لأبحاث السياسات العامة (NCPPR)، وهو مؤسسة بحثية محافظة، لإلغائها.

 وبحسب ما نقلته رويترز، فإن الاقتراح الذي دعا إلى وقف جهود التنوع داخل الشركة فشل في تحقيق نسبة تصويت مؤثرة، حيث حصل على 210.45 مليون صوت فقط مقابل 8.84 مليار صوت، أي ما يعادل 2.3% من إجمالي الأصوات.  

 التحديات التي تواجه سياسات التنوع في شركات التكنولوجيا  

جاءت العديد من مبادرات التنوع والمساواة والشمول في الشركات الكبرى كرد فعل على تنامي حركة Black Lives Matter في عام 2020، حيث سعت الشركات إلى تعزيز بيئات عمل أكثر شمولًا. ومع ذلك، تعرضت هذه الجهود لهجمات شرسة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع انتقادات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي زعم أن مثل هذه البرامج قد تتعارض مع القانون.  

وفي ظل هذه الضغوط، اتجهت شركات مثل Google وMeta إلى تقليص أو حتى إلغاء بعض مبادرات التنوع والمساواة، مما أثار انتقادات واسعة. أما في حالة Apple، فقد حاول مؤيدو اقتراح إلغاء سياسات التنوع الادعاء بأن هذه السياسات قد تزيد من قضايا التمييز داخل الشركة، وهو ما لم يجد دعمًا كافيًا بين المساهمين.  

 تيم كوك يدافع عن رؤية Apple للتنوع  

خلال الاجتماع، شدد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة Apple، على أهمية التنوع كعامل رئيسي في نجاح الشركة، قائلاً: "القوة الحقيقية تأتي من توظيف أفضل الأشخاص، ثم خلق ثقافة تعاونية، حيث يجتمع الأفراد من خلفيات ووجهات نظر متنوعة لتحقيق الابتكار."  

Apple وسياسات التنوع.. بين الالتزام والانتقادات  

رغم رفض مساهمي Apple لمحاولات إلغاء سياسات التنوع، فإن الشركة ليست نموذجًا مثاليًا في هذا المجال. في وقت سابق، رفض المساهمون مقترحات لزيادة الشفافية بشأن الفجوات العرقية والجنسانية داخل الشركة. كما صوّتوا ضد اقتراح كان من شأنه أن يلزم Apple بإجراء تحقيق أعمق في المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.  

 علاقة تيم كوك بإدارة ترامب.. موازنة بين المصالح والسياسة  

في سياق آخر، يواصل تيم كوك اتباع نهج براغماتي في التعامل مع إدارة ترامب. فقد اجتمع مع الرئيس الأمريكي السابق الأسبوع الماضي، وبعدها أعلنت Apple عن استثمار ضخم بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدار السنوات الأربع القادمة، مما أثار تكهنات حول العلاقة بين الشركة والإدارة الأمريكية.  

جدير بالذكر أن كوك لم يكن بعيدًا عن الدوائر السياسية خلال رئاسة ترامب، حيث تبرع بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب، وحضره إلى جانب شخصيات بارزة مثل مارك زوكربيرج وجيف بيزوس، في خطوة أثارت حينها بعض الجدل حول موقف Apple من القضايا السياسية.  

ما التالي لسياسات التنوع في Apple؟ 

 
مع استمرار Apple في الحفاظ على سياسات التنوع والمساواة والشمول، يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى ستلتزم الشركة بتحسين هذه المبادرات؟ وبينما تواجه شركات التكنولوجيا تحديات متزايدة فيما يتعلق بالممارسات العادلة في بيئات العمل، فإن هذا القرار من مساهمي Apple يمثل إشارة واضحة على أن التنوع لا يزال يحظى بدعم قوي داخل الشركة، على الأقل في الوقت الحالي.