بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

السياحة في بريطانيا تنتعش مجددًا وسط تسهيلات جديدة للزوار العرب

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد فترة من التحديات التي واجهت قطاع السياحة العالمي نتيجة الأوضاع الصحية والقيود المفروضة على السفر، بدأت بريطانيا تشهد تحسنًا ملحوظًا وعودة تدريجية للحركة السياحية، خصوصًا بين الزوار القادمين من الدول العربية. ويعزو الخبراء هذا الانتعاش إلى مجموعة من العوامل، أبرزها التسهيلات الجديدة التي قدمتها الحكومة البريطانية للزوّار الأجانب، واهتمام المؤسسات السياحية بتوفير خدمات مخصّصة تتناسب مع احتياجات العائلات العربية.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على مؤشرات تعافي السياحة في بريطانيا، وأهم التسهيلات التي تُمنح للزوّار العرب، بالإضافة إلى نظرة على الخدمات التي توفّر لهم تجربة سفر مريحة وآمنة


 

1. مؤشرات تعافي قطاع السياحة في بريطانيا

شهدت بريطانيا في الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في عدد الزوار القادمين من المنطقة العربية، حيث باتت العاصمة لندن ومدن مثل مانشستر وإدنبرة مقاصد مفضّلة للعائلات والأفراد. وتشير الأرقام إلى ازدياد نسبة الحجوزات الفندقية، وارتفاع الطلب على خدمات الإرشاد السياحي والجولات المنظمة، مدفوعًا باستقرار الأوضاع الصحية ورفع القيود على السفر.
كما عادت شركات الطيران لتسيير رحلاتها بوتيرة شبه طبيعية بين عواصم الخليج والدول العربية الكبرى وبين المطارات البريطانية، وعلى رأسها مطار هيثرو في لندن، وهو ما أسهم في تعزيز سهولة الوصول وجذب أعداد أكبر من المسافرين الذين توقّفوا عن زيارة بريطانيا خلال الفترة الماضية.

1.1 انتعاش الاقتصاد البريطاني

يأتي هذا الانتعاش في السياحة ليكون عنصرًا داعمًا للاقتصاد البريطاني، حيث يساعد على إعادة تشغيل قطاعات الضيافة والمطاعم والفنادق والمحال التجارية. وقد اتخذت الهيئات السياحية خطوات واضحة للترويج لمناطق الجذب الثقافية والتراثية في المملكة المتحدة، مستغلة هذه الفرصة لعرض تراث بريطانيا العريق ومقوماتها الطبيعية الرائعة كالريف الإنجليزي والبحيرات والحدائق الكبرى.

 


 

2. تسهيلات جديدة للزوار العرب

حرصت السلطات البريطانية في الفترة الأخيرة على تقديم مجموعة من التسهيلات التي تشجّع المسافرين العرب على اختيار بريطانيا وجهة سياحية مفضّلة. وتشمل هذه التسهيلات:

2.1 تسهيلات تأشيرات الدخول

أبدت السلطات البريطانية مرونة أكبر في إصدار التأشيرات السياحية، وتسهيل إجراءات الحصول عليها عبر مراكز التأشيرات في الدول العربية. إذ تم تحسين آلية التقديم الإلكتروني وتقليص فترات الانتظار، ما جعل الحصول على فيزا زيارة بريطانيا أكثر سهولة وأقل تعقيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، تقدّم بعض شركات الطيران بالتعاون مع الهيئات البريطانية المختصة برامج خاصّة تتيح رزمًا سياحية متكاملة تشمل التأشيرة والإقامة والتنقلات بأسعار تنافسية.

2.2 توفير أماكن إقامة مناسبة للعائلات

من ناحية الإقامة، أصبحت العديد من الفنادق والشقق الفندقية تراعي احتياجات العائلات العربية، فتقدّم غرفًا عائلية واسعة وخدمات غذائية تناسب الذوق العربي، بما في ذلك الأطعمة الحلال في عدد متزايد من المطاعم والفنادق. هذا الحرص على تلبية المتطلبات الثقافية والدينية أدّى إلى زيادة الإقبال على هذه الوجهات.

2.3 خدمات مخصصة للزوّار العرب

في إطار تعزيز التجربة السياحية، توفّر بعض الشركات خدمات موجّهة خصيصًا للمسافر العربي. فعلى سبيل المثال، يمكن للزوّار الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية جيدًا الاستعانة بمرشدين سياحيين ناطقين باللغة العربية، ما يسهّل عليهم فهم التفاصيل الدقيقة عن المعالم التاريخية والوجهات الثقافية.

 


 

3. تأجير سيارات مع سائق في لندن: تجربة مريحة ومرنة

3.1 أهمية التنقل المريح في الرحلات السياحية

قد يشكّل التنقّل داخل المدن الكبرى تحدّيًا كبيرًا، خاصة في مدن مزدحمة مثل لندن. لذا، بات تأجير سيارات مع سائق في لندن خيارًا ذكيًا للسياح الذين يرغبون في التنقل بسلاسة دون القلق من اتجاهات المرور أو خيارات النقل العام المزدحمة.
توفر هذه الخدمة راحة إضافية للمسافرين العرب الذين يفضلون الخصوصية والرفاهية، فضلًا عن حصولهم على مساعد ناطق بالعربية في كثير من الأحيان، مما يذلّل عقبات اللغة ويوفّر تجربة أكثر سلاسة.

3.2 مزايا تأجير سيارات مع سائق عربي في لندن

  • الاحترافية والأمان: يتمتع السائقون المرخّصون بالمعرفة الواسعة عن الطرق الرئيسية والفرعية في المدينة، مما يوفّر الوقت والجهد ويحمي السائح من التوهان في شوارع لندن المزدحمة.
  • المرونة في التخطيط: يمكن للسائح اختيار مسار الرحلة وتوقيتها وفقًا لرغباته الشخصية، والانتقال بين المعالم السياحية والمتاجر في مواعيد مناسبة دون التقيّد بجدول المواصلات العامة.
  • الدعم اللغوي: تقدّم بعض الشركات سيارات مع سائق يتحدث اللغة العربية، وهو ما يسهّل التواصل ويضمن إرشادًا واضحًا حول الأماكن السياحية وأفضل المواقع للتسوّق وتناول الطعام.

3.3 كيفية الحجز والاستفادة

يمكن الحجز بسهولة عبر المواقع الإلكترونية المتخصّصة أو من خلال التطبيقات الذكية. تُتيح هذه المنصات خيارات متنوعة من السيارات، بدايةً من السيارات الاقتصادية الصغيرة ووصولًا إلى سيارات الليموزين الفاخرة. كما يمكن التنسيق مسبقًا لاختيار سائق يتحدّث اللغة العربية، مع تحديد مدة الحجز وعدد الأيام المطلوبة.

 


 

4. توصيل من مطار هيثرو إلى لندن

4.1 الانطباع الأول في الرحلة

يمثّل وصول الزائر إلى مطار هيثرو نقطة الانطلاق الأولى لرحلته السياحية. وكلّما كانت تجربة الوصول والاستقبال مريحة وخالية من التوتّر، ازداد انطباعه الإيجابي عن الوجهة ككل. من هنا تبرز أهمية خدمة توصيل من مطار هيثرو إلى لندن من خلال سيارات خاصّة مجهّزة وسائقين محترفين.

4.2 سهولة الوصول وراحة العائلات

تمثّل خدمة النقل الخاص من المطار حلًّا عمليًا للعائلات الكبيرة أو المسافرين الذين يحملون حقائب وأمتعة كثيرة. فبدلًا من التنقّل بين خطوط القطارات أو انتظار سيارات الأجرة في طوابير طويلة، يضمن الحجز المسبق لخدمة التوصيل الانتقال مباشرةً من صالة الوصول إلى مكان الإقامة أو الفندق بشكلٍ سلس ومريح.

4.3 خيارات توصيل متعدّدة

إلى جانب السيارات الخاصة، توفّر بعض الشركات سيارات فاخرة وسيارات فانات (Van) تناسب العائلات أو المجموعات الصغيرة، مع إمكانية الاستعانة بسائق يتكلّم العربية للتسهيل على الزوّار غير الملمّين باللغة الإنجليزية. كما يمكن إضافة خدمات أخرى مثل المساعدة في حمل الأمتعة أو وضع برنامج سياحي متكامل يبدأ منذ لحظة الوصول.

 


 

5. أبرز المعالم السياحية التي يفضلها الزوّار العرب في بريطانيا

بالرغم من أنّ لندن تحتل النصيب الأكبر من اهتمام المسافرين العرب، فإنّ المملكة المتحدة عمومًا تزخر بالوجهات السياحية المتنوّعة. وفيما يلي بعض أبرز المعالم التي تحظى بشعبية بين العرب:

  1. قصر باكنغهام (Buckingham Palace): حيث يمكن مشاهدة مراسم تغيير الحرس الملكي الشهيرة.
  2. ساعة بيغ بن (Big Ben): المعلم الأيقوني الذي يرمز إلى لندن والتاريخ الإنجليزي العريق.
  3. عين لندن (London Eye): عجلة دوارة ضخمة توفّر إطلالات بانورامية خلّابة على نهر التايمز وأفق المدينة.
  4. شارع أكسفورد (Oxford Street) وشارع بوند (Bond Street): وجهتان مثاليتان للتسوّق من أرقى الماركات العالمية.
  5. مدينة مانشستر: مشهورة بعالم كرة القدم والتراث الصناعي والمتاحف الفريدة.
  6. الريف الإنجليزي: المناطق القروية الخلّابة المحيطة بمدن مثل باث (Bath) وبريستول (Bristol)، حيث الطبيعة الهادئة والمباني التاريخية.

 


 

6. نصائح مفيدة للزائر العربي عند زيارة بريطانيا

  1. التخطيط المبكر: يوفّر الحجز المبكر لتذاكر الطيران والفنادق وخدمات التنقل -مثل تأجير سيارات مع سائق أو التوصيل من مطار هيثرو- الكثير من التكاليف والجهد.
  2. البحث عن خيارات الطعام الحلال: تتوفّر مطاعم حلال عديدة في لندن ومدن بريطانية أخرى، ويمكن الاستعانة ببعض الأدلة السياحية العربية أو تطبيقات الهواتف الذكية للعثور على خيارات الطعام الأنسب.
  3. استخدام البطاقات الائتمانية: تمتلئ بريطانيا بمنافذ الدفع الإلكتروني، ولكن يُنصح بحمل بعض المبالغ النقدية بالعملة المحلية (الجنيه الإسترليني) للأمور الطارئة.
  4. الاطّلاع على حالة الطقس: قد تتبدّل الأجواء في بريطانيا بسرعة، خصوصًا في فصلي الربيع والخريف، لذا يُنصح بالاستعداد للظروف المناخية المختلفة وجلب ملابس مناسبة.
  5. احترام الأنظمة والقوانين: تتميّز بريطانيا باحترام القوانين كالتدخين في الأماكن العامة، والقيادة على الجهة اليسرى من الطريق. إذا كنت تقود بنفسك، فتأكد من معرفتك بهذه التفاصيل مسبقًا.

 


 

7. آفاق وتوقعات مستقبلية

من المتوقّع أن يستمر انتعاش السياحة في بريطانيا، مع تعزيز البلاد مكانتها كوجهة عالمية مفضّلة للسياح العرب، وذلك بفضل التنوّع الثقافي الذي تحتضنه المملكة المتحدة، والتسهيلات المستمرّة التي تُمنح للزوار. كما تساهم التكنولوجيا الحديثة في ربط السائح بالخدمات السياحية بسهولة أكثر من أي وقت مضى، سواء من خلال تطبيقات الهاتف أو عبر مواقع الحجوزات الإلكترونية.
وفي ظل هذا التنافس العالمي، تعمل المملكة المتحدة على تحديث بنيتها التحتية السياحية واستقبال الزوار بأفضل صورة ممكنة. وهو ما سينعكس إيجابًا على الزوّار العرب الراغبين في اكتشاف جمال بريطانيا والاستمتاع بخدمات تتوافق مع متطلباتهم.

 


 

خاتمة

تؤكّد المؤشرات أنّ السياحة في بريطانيا تسير بخطى ثابتة نحو التعافي والانتعاش، مستفيدة من التسهيلات الجديدة التي تلبّي احتياجات الزوار العرب، سواء من حيث التأشيرات أو الإقامة أو خدمات النقل المريحة مثل تأجير سيارات مع سائق في لندن. ومع تزايد الطلب على هذه الخدمات، أصبح بإمكان العائلات والأفراد الاستمتاع بتجربة سياحية سلسة ومميّزة تتوافق مع متطلباتهم الثقافية واللغوية.
وتأتي لندن كوجهة أساسية للزوار العرب، إلى جانب مدن تاريخية وطبيعية أخرى لا تقلّ جمالًا، ما يجعل من بريطانيا خيارًا غنيًا بالعروض السياحية والترفيهية. إنّ أهمية هذا القطاع لا تقتصر على النواحي الاقتصادية فحسب، بل تمتد لتشمل التبادل الثقافي والتعارف بين الشعوب. لذلك، فإنّ المستقبل يبدو واعدًا، مع استمرار بريطانيا في تطوير سياساتها السياحية والاستثمار في تحسين تجربة السائح العربي، وتوفير كل سبل الراحة والاستمتاع خلال الزيارة.