بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تأثير الإسراف في الطعام عند الإفطار بعد الصيام

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

الصيام.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسراف في الطعام بعد الإفطار من الصيام، له تأثيرٌ سلبيٌّ على حكمة الصيام وغايته؛ لأن الإسراف في جملته مذمومٌ في شريعة الإسلام لقوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، والاعتدال في كل شيءٍ محبوبٌ ومطلوب؛ لأن الإسلام دين الوسطية فلا تقتير ولا إسراف؛ قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143].

الصيام


وأوضحت الإفتاء أن الصيام لا بد أن يكون له أثرٌ على الصائم؛ فليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ولا استفاد من صومه شيئًا.

مدى صحة الصيام إذا لم يشعر الصائم بلذة العبادة

وقالت الإفتاء إن صيام رمضان إذا تمَّ بأركانه، وشروطه من وجود النية، والإمساك عن المفطرات على الوجه المطلوب شرعًا، وخلا الصوم عمَّا يفسده، فإنه يقع صحيحًا، سواء شَعُرَ الصائم بلذَّة العبادة وحلاوتها أو لم يشعر.

مفهوم الصيام وبيان مبطلاتة والحكمة من مشروعية
وأوضحت الإفتاء أن الله عزَّ وجلَّ شرع الصيام لحكٍم جليلٍة، ومقاصد ساميٍة، ومن أعظم مقاصده أن يحقِّق المكلف مقام التقوى؛ التي تعني أن يراقب العبد ربه في السر والعلن، وأن يتحقق بمقام الإحسان، وأن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه، وأن يتخلى عن شهوات النفس ورعوناتها.


قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

الصيام 
وأضافت أن العلماء أتفقوا على أنَّ أصول المُفَطِّرات هي: الأكل والشرب، والجماع، وطروء الحيض، والنفاس قبل انتهاء وقت الصيام، والقيء عمدًا، فإذا تحقَّقَت هذه الأمور من حصول الامتناع الشرعي عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وخلا الصوم عمَّا يفسده؛ فإنه يكون صحيحًا.


مدى صحة الصيام إذا لم يشعر الصائم بلذة العبادة
ورد عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله رَبًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد رسولًا» أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (2/ 13، ط. دار إحياء التراث العربي): [هذا حديثٌ عظيمٌ أصلٌ من أصول الإسلام، قال العلماء رحمهم الله معنى "حلاوة الإيمان": استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضى الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا] اهـ.