كلام فى الهوا
صرخات حرائر غزة
بالإضافة إلى شجاعة أهل غزة فى مواجهة العدوان الغاشم عليها، كانت هناك حرب أخرى بسلاح آخر هو سلاح المواليد الجُدد، الذى استطاع به هذا الشعب الجبار تعويض كل الشهداء الذين قُتلوا فى حرب طوفان الأقصى، هذه الساحة يحكمها علم يُطلق عليه إصطلاحياً «الديموجرافيا» وهو علم يهتم بالمقارنات بين التغيرات السكانية التى تطرأ على مجموعة سكانية تعيش فى منطقة معينة، وقد أوضحت تلك الإحصائيات هذه الزيادة التى تؤكد أن هذا الشعب لن يستطيعوا فنائه على الإطلاق، فهذا الإحصاء البسيط كسر كل الذى يقوله العدو بكل ما معه من أعوان وخونه أنه يستطيع القضاء على هذا الشعب، فهذا الشعب استطاع أن يهزم عدوه بصرخات الحرائر التى فاقت كل أصوات التهديد والترهيب، ولن تستطيع قوة على الأرض مهما بلغت قوتها محاربة هذا السلاح الطبيعى الذى يزيد من أعداد الفلسطينيين سواء فى غزة أو الضفة الغربية أو أى مكان فى العالم، ليأتوا برجال ونساء جُدد يحملون القضية، تماماً كما قال الشاعر الفلسطينى محمود درويش «ورأيتَ رأيت بلاداً يلبسها الشهداء ويرتفعون بها أعلى منها.. وحياً وحياً. ويعودون بها خضراءَ وزرقاء.. وقاسيةً فى تربية سلالتهم.. ولا ينسون وصاياهم لسلاتهم: أنتم غَدُنا، فاحيَوا كى نحيا فيكم».. هؤلاء أهل غزة الباسلة.
لم نقصد أحداً!!