باحث: إسرائيل تريد ابتزاز حماس في شهر رمضان لتمديد المرحلة الأولى للصفقة

أكد وديع عواودة، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن شهادات الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي صادمة للغاية، حيث تتحدث عن تعذيب وضرب وتجويع وممارسات سادية وإجرامية متنوعة.
وفي حديثه مع قناة “الغد”، أشار عواودة إلى أن هذه الشهادات المروعة لم تكن مفاجئة، حيث تم تناول موضوع التنكيل والتعذيب والقتل في تقارير أممية وحقوقية، وكذلك في بعض الصحف الإسرائيلية مثل "هآرتس"، التي تحدثت عن المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجن "ديتي مان" في النقب، حيث تم احتجاز مئات من الأسرى الغزيين، واستشهد نحو 33 منهم، بينما أصيب العشرات وتم بتر أطراف العديد منهم نتيجة الالتهابات الناجمة عن الأصفاد والسلاسل.
وأضاف عواودة أن المعاناة لم تقتصر على الأسرى فقط، بل طالت عشرات الآلاف من النساء والأطفال داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتجاهل هذه الشهادات، وتركز فقط على الألم الإسرائيلي، مما يعكس ازدواجية المعايير في الإعلام الإسرائيلي الذي يحجب الحقائق المؤلمة عن الجمهور الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بعائلة "بيبس"، التي فقدت أفرادها، أشار عواودة إلى أن هناك تشكيكًا في الرواية الإسرائيلية حول مقتلهم، حيث تشير بعض التقارير إلى أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانوا قد قُتلوا على يد حماس، ومع ذلك، فإن هذه العائلة، رغم جرحها، تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى عدم استغلال هذه الحادثة الإنسانية لفتح شهية الانتقام، مما يعكس الفجوة بين ما تطالب به العائلة وما تفعله الحكومة.
وعلى الصعيد السياسي، أوضح عواودة أن هناك وفدًا إسرائيليًا سيزور القاهرة للبحث عن قواسم مشتركة، معتقدًا أن إسرائيل تسعى الآن إلى ابتزاز حماس، مستغلة حاجة الجانب الفلسطيني للهدوء خلال شهر رمضان، وأن إسرائيل تحاول استثمار هذه الحاجة لتمديد الجولة الأولى من المفاوضات، دون الذهاب إلى جولة ثانية، مما يعد انتهاكًا واضحًا للاتفاقات.
وأكد عواودة أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة، مما يؤثر سلبًا على هيبة الحكومة والائتلاف. وفيما يتعلق بالتوتر الأمني الحالي، أشار إلى حادثة دهس في منطقة حيفا، حيث أصيب سبعة أشخاص، اثنان منهم في حالة خطيرة.
ونوه إلى أن هذا يعكس حالة التوتر المستمرة في الداخل الإسرائيلي، ويؤكد على ضرورة الحل السياسي للقضية الفلسطينية، بدلاً من الاعتماد على القوة.
وقالت حركة حماس، اليوم الخميس، في بيانٍ لها، إن مزاعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتخطيط الحركة لمهاجمة جنود ومستوطنات خلال وقف إطلاق النار تضليلية ولا أساس لها من الصحة.
وقالت الحركة: "ادعاءات كاتس تأتي في سياق محاولات الاحتلال التنصل من التزاماته بموجب وقف إطلاق النار".
وشددت الحركة على أهمية التحرك الفوري والجاد لإلزام الاحتلال التقيد باستحقاقات وبنود الاتفاق والعمل على منع نتنياهو وحكومته من إفشاله.
وأكدت الحركة التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادنا للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية.
تتواصل الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق التهدئة في غزة، حيث تلعب مصر وقطر والأمم المتحدة دورًا محوريًا في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بهدف منع تصعيد جديد والحد من تداعيات الحرب المستمرة. تركز هذه المساعي على تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإيجاد حلول لملفات شائكة مثل تبادل الأسرى وإعادة إعمار القطاع.