مسلسل "معاوية".. الأزهر يرفض بشدة تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية

أثار الإعلان عن مسلسل "معاوية" جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والثقافية حول قضية تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية، يتناول المسلسل، المقرر عرضه في رمضان المقبل، شخصية الصحابي معاوية بن أبي سفيان، ويجسد شخصيات عدة من الصحابة البارزين، مثل الخلفاء عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، بالإضافة إلى الحسن والحسين.
رأي الأزهر في تجسيد الصحابة:
تُعد مسألة تجسيد الصحابة موضوعًا خلافيًا بين المؤسسات الدينية في مصر. فمن جهة، يُعارض الأزهر الشريف بشدة تصوير الصحابة في الأعمال الفنية، مستندًا إلى فلسفة مفادها أن مقارنة المشاهد بين الممثل والشخصية التاريخية قد تؤدي إلى نتائج سلبية، وتقلل من هيبة ومكانة هؤلاء الرموز الدينية. هذا الموقف تم التأكيد عليه خلال عرض مسلسل "عمر" في عام 2010، حيث دعا الأزهر إلى استخدام التقنيات الحديثة والحيل السينمائية كبديل لتجسيد الشخصيات.
رأي الإفتاء:
من جهة أخرى، تبنّت دار الإفتاء المصرية موقفًا أكثر مرونة. ففي فتوى صادرة عام 2019، أوضحت الدار أنه لا مانع من تمثيل الصحابة في الأعمال الفنية، بشرط الالتزام بالسياقات التاريخية الصحيحة، وإظهارهم بما يليق بمقامهم، ونقل سيرتهم بدقة من دون تلاعب. ومع ذلك، استثنت الفتوى العشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات النبي، وآل البيت، حيث رأت أنه لا يجوز تمثيلهم نظرًا لمكانتهم الرفيعة.
الرأي الفني:
في سياق متصل، أشار الناقد الفني طارق الشناوي إلى ضرورة التعامل مع مسلسل "معاوية" برؤية أكثر مرونة ورحابة، مؤكدًا أن هناك وجهات نظر فقهية تجيز تجسيد الصحابة، كما حدث في مسلسل "عمر" قبل 13 عامًا.
وأضاف الشناوي أن الأزهر يرفض تمامًا تجسيد الصحابة، لكن هذا لا يعني عدم وجود آراء فقهية أخرى تجيز ذلك.
من جانبه، صرّح الأمين المساعد للبحوث الإسلامية بأن تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية لا حرج فيه، بشرط اختيار ممثلين ملتزمين يقدمون الشخصيات بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والدينية.
هذا التباين في الآراء يعكس الجدل المستمر حول كيفية تقديم الشخصيات الدينية في الأعمال الفنية، والتوازن بين احترام الرموز الدينية وحرية الإبداع الفني.