الخارجية الصينية: ترامب فشل في التأثير على علاقتنا مع روسيا

أصدرت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، بياناً قالت فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فشلت في التأثير على علاقتها مع روسيا.
وذكر بيان الخارجية أن العلاقة مع موسكو أحرزت تقدماً كبيراً.
اقرأ أيضًا.. تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
اقرأ أيضًا.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
تتمتع روسيا والصين بعلاقة استراتيجية قوية ومتنامية، تعكسها المصالح المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، شهدت العلاقات بين البلدين تحسنًا كبيرًا، حيث تطورت من حالة التوتر خلال الحرب الباردة إلى شراكة قائمة على التعاون الوثيق. واليوم، تُعد الصين وروسيا من أبرز القوى العالمية، وتسعيان معًا لتحقيق توازن في النظام الدولي، بعيدًا عن الهيمنة الغربية، خاصة في مواجهة النفوذ الأمريكي في السياسة العالمية.
العلاقات السياسية والتعاون الدبلوماسي
على الصعيد السياسي، يتمتع البلدان بعلاقات قوية قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد عززت روسيا والصين تعاونهما في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، حيث يعملان معًا لمواجهة العقوبات الغربية والضغوط السياسية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها. كما يجمع البلدين توافق في وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية، مثل الأزمة الأوكرانية، والتوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والقضايا المرتبطة بسيادة تايوان وهونغ كونغ.
التعاون الاقتصادي والتجاري
تشكل العلاقات الاقتصادية ركيزة أساسية في التعاون الروسي-الصيني، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأكبر لروسيا. فقد ازدادت التجارة بين البلدين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتركزت في مجالات الطاقة، والصناعات الثقيلة، والزراعة، والتكنولوجيا. وتستورد الصين كميات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي من روسيا، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، مما جعل بكين سوقًا أساسية للموارد الروسية. كما تتعاون الدولتان في مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك تطوير طرق تجارية جديدة عبر سيبيريا لتعزيز الربط بين أوروبا وآسيا.
التعاون العسكري والتكنولوجي
في المجال العسكري، تطورت العلاقات الدفاعية بين البلدين بشكل ملحوظ، حيث تجري روسيا والصين تدريبات عسكرية مشتركة، وتعملان على تطوير أنظمة تسليح متقدمة. كما أن روسيا تعد موردًا رئيسيًا للأسلحة إلى الصين، حيث زودتها بطائرات مقاتلة متطورة وأنظمة دفاع جوي مثل "إس-400". كما يشهد التعاون التكنولوجي بين البلدين تقدمًا ملحوظًا، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأبحاث الفضاء والاتصالات.
بفضل المصالح المشتركة والتعاون المتزايد، تواصل روسيا والصين تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، مما يجعل منهما قوة عالمية مؤثرة. ورغم بعض التحديات، مثل التنافس الاقتصادي والتفاوت في النفوذ، إلا أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجًا للتحالفات الحديثة القائمة على المصالح المتبادلة والتعاون متعدد الأوجه.